حقق الرجاء خطوة مهمة في مسار تباريه على العودة إلى التتويج بدرع البطولة الوطنية، بعد فوز أحرزه أول أمس الأحد على الجيش بهدفين لواحد، وبصعوبة بالغة، في مباراة بلغت مداخيلها 30 مليون سنتيم، بعدما أدى ثمن التذكرة 8800 متفرج تقريبا، إذ مكنت هذه النتيجة زملاء أمين الرباطي من البقاء روادا لدوري الدرجة الأولى من دوري الصفوة، على بعد خمس مباريات على نهايتها. وقدم أنصار الرجاء في المباراة التي جمعت ناديهم بضيفه الجيش الملكي، عرضا فنيا رائعا بتقديم لوحة «تيفو» مليئة بدلالات قوية ومثيرة، قد يصعب على البعض فهم الغاية من عرضها، ويندهش لطبيعة هذه الفكرة، والتي ابتكرها أنصار الرجاء لأجل عرض مضامينها في لقاء ناديهم مع الجيش، على شكل صورة تشخص الرمز التاريخي للفريق البيضاوي، بحملها لشعار «النسر» تكريما للمرحوم عبد العزيز لمسيوي الذي وافته المنية في الرابع من شهر أبريل الجاري، إذ قدم عارضو هذا «التيفو» هذا التكريم هدية للمرحوم لمسيوي، بما أنه كان من بين المساهمين في إنتاج هذا الرمز التاريخي لناديهم، ويعد أحد أبرز مسيري الرجاء في سنوات عدة مضت، كما أكد هؤلاء أن ناديهم مدرسة كروية تاريخية. وكاد تسرب نبأ وفاة أحد مشجعي الجيش بشارع غاندي، بعد طعنه بالسلاح الأبيض من طرف بعض محبي الرجاء، بعد ملاسنات دارت بينه وبين المعتدين، أن يصعد من درجة توتر أنصار الفريق العسكري، لولا تدخل الجهاز الأمني لتهدئة الأوضاع، إذ نفى مسؤولوه انتماء المعتدى عليه لأنصار الجيش، مؤكدين أن المتوفى من سكان الدارالبيضاء، وأن ما حصل وقع نتيجة ملاسنات دارت بين شباب ينتمي للعاصمة الاقتصادي، إذ أدى هذا النبأ إلى قيام مشجعي الجيش بالتهديد بالثأر، الأسبوع القادم، حين عودة الرجاء ومحبيه من فاس، حيث سيحل الفريق البيضاوي ضيفا على الوداد، خاصة وأن جمهور العاصمة سبق أن أوفى بمثل هذه التهديدات في مباراة الفتح والرجاء، وعمد إلى الاعتداء على بعد محبي الرجاء إلى درجة نجاة البعض من الموت وبأعجوبة. وفي سياق هذه المباراة، عانى في شوطها الثاني لاعبو الرجاء كثيرا من إصرار الجيش على العودة بأقل الخسائر، إذ شكل هؤلاء متاعب كبيرة لزملاء الرباطي، خاصة بعد تلقي مرمى الجرموني الهدف الأول وطرد اللاعب كوني، وهو ما استغله لاعبو مصطفى مديح في الرفع من درجة الضغط على دفاع مستضيفهم بغرض استدراك الموقف، ما أدى بلاعبي الرجاء إلى بذل جهد إضافي سرب لهم بعض التعب، خاصة لاعبي الوسط كوكو وبيلا، والمهاجم الصواري الذي تحمل عبء المباراة، وخلق مشاكل عدة للفريق الزائر، كما أن فاخر لم يوفق في بعض التغييرات، إذ عمد إلى إدخال متولي الذي لا يجيد استرجاع الكرة، في فترة كان ناديه يعاني من مرارة ضغط لاعبي الجيش، كما أنه لم يستدرك ضعف الجهة اليسرى التي كان يستغلها لاعبو الفريق العسكري في بناء محاولاتهم الهجومية، والتي تحمل ثقلها الإيفواري كوني دون مساندة، ما أدى إلى تلقيه الطرد. وارتباطا بهذا اللقاء، عزا فاخر عقب الندوة الصحافية، معاناة ناديه أمام الجيش، إلى قوة الضغط الذي شكلته المباراة على لاعبيه، وتفكيرهم في البطولة الوطنية دورات قليلة على نهايتها، معترفا بقوة المباراة التي أجراها فريقه مع الجيش الذي استعاد، يضيف فاخر، حيويته بعد فترة الفراغ التي لازمته في بداية الموسم، كما هنأ فاخر لاعبيه على الجهد الذي بذلوه، مشيرا إلى صعوبة المباريات المقبلة. وأوضح مديح أن الرجاء يستحق الفوز بالنظر للعرض الذي قدمه لاعبوه، مشيرا إلى أن لاعبي ناديه قدموا هدية للخصم بتلقيهم هدفين من أخطاء فادحة، وأن المواجهة اتسمت بالقوة والاندفاع، وأبرز مديح أن الجيش يعاني من ضعف تركيبته البشرية.