لم تكن الدورة ال 28 من دوري الدرجة الأولى من دوري الصفوة، رحيمة بنادي الرجاء البيضاوي، بعد تلقيه خسارة قاسية في مباراته مع أولمبيك خريبكة، انتزعت منه الصدارة، التي استعادها غريمه التقليدي نادي الوداد البيضاوي الفائز على الكوكب. كما أن هذه الدورة أحيت آمال الدفاع الحسني الجديدي في التباري على اعتلاء التتويج بدرع البطولة بعد عودته بثلاث نقط من فاس، بينما أصبح من الصعب على الكوكب بلوغ المراكز الأمامية بعدما توسع فارق النقط بينه وبين الأقوياء. وأرجأت هذه المعطيات الحسم في البطل إلى القادم من المباريات. وبعثر هشام المحدوفي، لاعب أولمبيك خريبكة، أوراق الرجاء بعد بلوغ مرمى الحارس طارق الجرموني في مناسبتين، عاد على إثرهما الفريق البيضاوي بهزيمة مرة وقاسية بهدفين لواحد، وهي خسارة أبعدت الفريق الأخضر عن الصدارة، وصعبت من مهامه في الحفاظ على درع البطولة، خاصة وأن لاعبيه باتوا يقدمون في المباريات الأخيرة عروضا دون مستوى ناد يتصارع من أجل البطولة، على غرار المردود المتواضع الذي أبان عنه هؤلاء في مباراة أول أمس الأحد، فقد تفوق الفريق المحلي على كل المستويات، أمام ضعف واضح في الطراوة البدنية للاعبي الفريق الزائر الذين فشلوا في الجولة الثانية في مسايرة الإيقاع، إذ استغل الأولمبيك تفكك خطوط الفريق البيضاوي وعدم تركيز عناصره في الضغط على مرماهم، أمام شلل فني ملموس للبرتغالي خوصي روماو الذي عجز عن استدراك الخلل، وقام بتغييرات تثير الجدل، بإشراكه ولأول مرة للشاب سفيان طلال في مباراة من هذا الحجم، فضلا عن إدخال طارق طنيبر، الذي لم يقدم في كل الدقائق التي شارك فيها مع الفريق أي إضافة تذكر، واتضح منذ مدة أن استقدامه للرجاء كان صفقة فاشلة. واستعاد الوداد كرسي الزعامة مستغلا فوزه بهدفين دون مقابل، على ضيفه الكوكب، وخسارة الرجاء، وهي وضعية أعادت الطمأنينة والهدوء إلى أجواء الفريق الأحمر بعد أسبوعين من عدم الاستقرار، وحدوث بعض الاهتزازات، إذ تمكن زملاء هشام اللويسي من بلوغ هذا التفوق ببذلهم جهدا كبيرا، في مباراة كشفوا فيها، منذ بدايتها، عن إصرارهم على الفوز بها، وخاضوا اللقاء بفعالية كبيرة وواقعية مثالية، رغم صعوبة المنافس الذي حاول التصدي لخطورة الفريق البيضاوي، دون أن يفلح، خاصة بعد تلقي حمزة بودلال حارس مرماه الورقة الحمراء، إذ عانى لاعبو الفريق الزائر من النقص العددي، ووجدوا صعوبات كبيرة في إيقاف ضغط الوداد. وبذلك تبعد هذه النتيجة الكوكب من دائرة التنافس على المركزين الأماميين. وقوى الدفاع الحسني الجديدي آماله في التباري على درع البطولة الوطنية، بعد عودته بفوز مهم من فاس بثلاثة أهداف لاثنين، في المباراة التي حل فيها ضيفا على المغرب الفاسي، إذ عانى الفريق الزائر كثيرا في العودة بنقط اللقاء، أمام عناد قوي للفريق المحلي الذي خاض لاعبوه المباراة بجدية كبيرة، وقاوموا كثيرا من أجل إنهاء المواجهة لفائدتهم، لكن الدقائق الأخيرة من اللقاء كانت رحيمة بالفريق الجديدي بعد إحرازه ضربة جزاء، سددها بنجاح عمر دابو معلنا فوز ناديه، الذي أضحى يحتل المركز الثالث على بعد نقطتين من الوداد المتصدر. وحقق النادي القنيطري تعادلا غير منصف في المباراة التي حل فيها ضيفا على الجيش، إذ كان بإمكانه العودة بثلاث نقط، لولا سوء الحظ الذي لازم لاعبيه في مباراة كان فيها «الكاك» الأفضل، وقدم خلالها لاعبوه عروضا طيبة أبهرت كل من شاهد المواجهة.