انطلقت اليوم السبت بمدينة العيون فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي لسباق الهجن الذي تنظمه جمعية الساقية الحمراء لسباق الهجن تحت شعار "خطوات راسخة من أجل استثمار الموروث". وتميز اليوم الأول لهذه التظاهرة الرياضية والثقافية, المنظمة بتنسيق مع ولاية العيون بوجدور الساقية الحمراء ووزارة الفلاحة والصيد البحري ووكالة الإنعاش والتنمية الإقتصادية والإجتماعية بالأقاليم الجنوبية, بإجراء الاقصائيات الاولى لهذا السباق في فئات ازوزيل والبعير والصيادح. ويشارك في فعاليات هذا المهرجان الذي يحتضنه مدار السباق بجماعة الدشيرة, على مدى يومين, 300 متسابق من جماعات بوكراع, والدشيرة, والحكونية, وفم الواد والطاح, والدورة, وأخفنير بالإضافة إلى وفود من دول شقيقة وصديقة. ويهدف هذا السباق الى النهوض بالموروث الثقافي وحمايته من الإندثار والمساهمة في النمو السياحي للجهة, وجعل سباق الهجن وتقنيات التدريب أكثر احترافية إضافة ربط الشباب بجذورهم, وتسليط الضوء على أهمية سباق الهجن في الحفاظ على التراث الصحراوي وإبراز ما تزخر به جهة بوجدور الساقية الحمراء في مجال تربية الإبل. كما تروم هذه الدورة, التي تتميز عن سابقاتها بتنظيم سوق للإبل مفتوح في وجه الكسابة والتجار الناشطين في تجارة الإبل, تحفيز ملاكي ومربي الإبل على الاهتمام بتربية الابل باعتبارها أهم نشاط اقتصادي في جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء. وتجسد هذه الرياضة الشعبية, التي تجري منافساتها فوق مضمار رملي تنطلق خلاله الابل بسرعة قصوى تسمى "الركض والربعان" وتنهيه بسرعة أدنى تسمى "التهزئة أو الهزيل", قوة تحمل وشجاعة الإنسان الصحراوي وتبرز جانبا من علاقته الحميمية مع الجمل كرمز من رموز الثقافة الصحراوية واحد ملامحها الحضارية والبيئية. وتعتبر سباقات الهجن رياضة عربية أصيلة توارثتها الأجيال وأحاطها المهتمون بعناية كبيرة ومنحوها المكانة اللائقة بها بالنظر إلى ما تجسده من روح الاستمرارية في مجال المحافظة على التراث وصيانة كل ما يتعلق بالموروث الشعبي المرتبط بعادات أهل الصحراء وتقاليدهم المهددة بالاندثار بفعل التمدن.