قرر النائب العام المصري حبس الرئيس السابق حسني مبارك خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق معه في اتهامات تتعلق بالتربح واستغلال النفوذ. وكان النائب العام قد أعلن في وقت سابق عن قراره حبس نجلي مبارك علاء وجمال للفترة نفسها. وكان مبارك قد نقل إلى المستشفى، أول أمس، بعد إصابته ب«أزمة قلبية» أثناء استجوابه. وكان الشقيقان علاء وجمال قد اقتيدا إلى محكمة في منتجع شرم الشيخ وأخضعا للاستجواب من قبل محققين جاؤوا خصيصا من القاهرة. وقد تجمع حوالي 2000 شخص خارج المحكمة مطالبين باعتقال الشقيقين. وفي ساعات الصباح الأولى، خرج اللواء محمد الخطيب، مدير أمن جنوبسيناء، إلى المعتصمين وخاطبهم قائلا: «أيها الإخوة، لقد حصلتم على ما أردتموه: 15 يوما»، في إشارة إلى حبس الشقيقين. وبينما نقل الشقيقان بسيارة تابعة للشرطة، انهال عليها الجميع ضربا بالقنينات الفارغة والحجارة والأحذية. يُشار إلى أن جمال، وهو النجل الأصغر لمبارك، كان يشغل خلال الفترة الأخيرة من حكم والده لمصر، منصب رئيس لجنة السياسات في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم سابقا. وكان قد ساد اعتقاد على نطاق واسع خلال السنوات الماضية أن مبارك كان يعد نجله جمال لخلافته في رئاسة البلاد، الأمر الذي أسهم في تأجيج مشاعر السخط الشعبي ضد النظام السابق، وبالتالي الإطاحة به في الحادي عشر من شهر فبراير الماضي. أمَّا علاء مبارك، فكانت التقارير قد تحدثت أنه دخل في شجار حاد مع شقيقه جمال بُعيد سقوط حكم والدهما، حيث اتهمه ب «تدمير البلاد عبر تعزيز الدور السياسي لحلفائه الاقتصاديين». يُذكر أن التلفزيون الرسمي المصري كان قد ذكر أن مبارك قد نُقل، الثلاثاء الماضي، إلى المستشفى بعد معاناته من آلام قلبية خلال التحقيق معه بتهمتي «اختلاس الأموال العامة» و«قتل المتظاهرين» خلال الثورة التي بدأت ضد نظام حكمه في الخامس والعشرين من شهر يناير الماضي، وأطاحت به في الحادي عشر من شهر فبراير الماضي. وكانت مصادر أمنية قد أكدت لوكالة الأنباء الفرنسية أن مبارك نُقل إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي بعد ظهر الاثنين الماضي. بدورها، نقلت صحيفة «الأهرام» الرسمية المصرية على موقعها على شبكة الأنترنت، عن مصادر في شرم الشيخ، قولها إن مبارك أُدخل مستشفى شرم الشيخ، أول أمس الثلاثاء. ونُقل مبارك إلى المستشفى بسبب إصابته ب«أزمة قلبية» أثناء التحقيق معه، كما قالت «الأهرام» إن جمال مبارك استقل سيارة في طريقه إلى القاهرة. وقد واكبت السيارة حماية أمنية مكثفة، وحظيت بتمويه عالي المستوى بغرض منع التعرف عليه من قبل المواطنين، حسبما أفادت به الصحيفة. وقال اللواء منصور العيسوي، وزير الداخلية المصري، إن وزارته سوف تتخذ كافة الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة لتأمين الحماية لمبارك ولنجليه علاء وجمال، في حال مثولهم أمام النيابة العامة للتحقيق. وكان النائب العام المصري، المستشار عبد المجيد محمود، قد أمر الأحد الماضي باستدعاء مبارك ونجليه للمثول أمام المحققين للرد على التهم المنسوبة إليهم.