وصل نجلا الرئيس المصري السابق حسني مبارك، جمال وعلاء أمس الأربعاء، إلى سجن طرة، بعد أن قرر النائب العام حبسهما 15 يومًا على ذمة التحقيقات التي بدأت معها الثلاثاء في شرم الشيخ في اتهامات بالتحريض على قتل المتظاهرين أثناء الانتفاضة التي أطاحت بوالدهما. فيما أكدت مصادر أمنية أنه سيتم نقل الرئيس السابق محمد حسنى مبارك من شرم الشيخ إلى المستشفى العسكرى بحدائق القبة لاستكمال العلاج بها. و كانت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية قد شددتا الحراسة على علاء وجمال مبارك بمدينة شرم الشيخ، خوفًا من أي محاولات للهروب. وعقب صدور قرار من المستشار عبد المجيد محمود النائب العام بحبسهما، أصيب نجلا الرئيس السابق بصدمة كبرى وظلا مذهولين لفترة طويلة. كما أكدت مصادر أمنية ل«بوابة الأهرام» الإلكترونية، أنه سيتم نقل الرئيس السابق محمد حسنى مبارك إلى المستشفى العسكرى بحدائق القبة لاستكمال العلاج بها، وسط حراسة أمنية مشددة قادمًا من شرم الشيخ، وذلك بعد صدور قرار بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيق فى اتهامه بإصدار تعليمات بقتل المتظاهرين، خلال أحداث ثورة 25 يناير الماضى عقب اندلاع المظاهرات التى تطالب بالإصلاح السياسى وتعديل الأوضاع فى البلاد. وفي متابعتها لما يجري بالعالم العربي أبرزت الصحف الغربية أمس الأربعاء نبأ حبس الرئيس السابق حسني مبارك ونجليه علاء وجمال 15 يومًا على ذمة التحقيق، لمواجهة تهم تتراوح بين قتل المتظاهرين واستغلال السلطة وإهدار المال العام وتضخم الثروة والفساد، مشيرة إلى أن هذه خطوة غير مسبوقة وتعد الأولى من نوعها لمحاكمة رئيس سابق في العالم العربي. وفي هذا الصدد وصفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية الإعلان عن اعتقال الرئيس السابق بأنه يعتبر آخر حلقات السلسلة الدرامية للأحداث التي تشهدها مصر، والشبهات التي تحوم حول مبارك وكبار مساعديه السابقين. كما أشارت الصحيفة، في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني بشبكة الإنترنت، إلى أن الإعلان عن حبس مبارك يأتي بعد ساعات من دخوله مستشفي «شرم الشيخ» الدولي للعلاج من مشاكل قلبية. وقالت الصحيفة إنه منذ تنحى الرئيس السابق في الحادي عشر من شهر فبراير الماضي، تواصلت دعوات المصريين لإجراء تحقيقات حول حسني مبارك ونظامه والعديد من أعضاء حكومته، مشيرة إلى بيان النائب العام الذي أوضح أن مبارك يواجه تهم الفساد واستغلال السلطة لتحقيق منافع شخصية، مشيرة إلى أن قرار حبس مبارك جاء بعد ساعات قليلة من الإعلان عن حبس نجليه علاء وجمال بتهمة التربح وقتل المتظاهرين والفساد وإهدار المال العام واستغلال السلطة. وأشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إلى حالة الغضب العام بين المواطنين في مصر تجاه الرئيس السابق ونظامه، حيث تجمع نحو ألفي شخص مساء أول أمس الثلاثاء فى شرم الشيخ، مطالبين بحبس نجليه وهتفوا ضدهما. ونقلت الصحيفة مشهد ترحيل جمال وعلاء من مكان التحقيقات إلى السجن، وفور إعلان الحكم هتفت الحشود «الله أكبر..الله أكبر» وتم نقل الأخوين داخل عربة مصفحة وقامت الجماهير المحتشدة بإلقاء زجاجات المياه والحجارة على العربة، وذلك في مشهد لم تشهده أية دولة عربية من قبل، وذلك بحبس رئيس جمهورية وعائلته ونظامه بالكامل. وأرجعت الصحيفة سبب كراهية المصريين لجمال مبارك، لازدياد نفوذه وتدخله في الحكم في الفترة الأخيرة وتصاعد شكوك المصريين حول خطة التوريث، والتي ساعدت في تأجيج المظاهرات وأدت إلى سقوط النظام. وأشارت الصحيفة أيضا إلى أنه ينظر إلي جمال مبارك على أنه مهندس برنامج الخوصصة في مصر، الذي أسفر عن جلب مليارات الدولارات وجذب الاستثمارات الاجنبية إلى مصر، لكن بالرغم من كل هذا، إلا أن الفجوة بين الفقراء والأغنياء اتسعت، وبات ملايين المصريين تحت خط الفقر. وأوضحت الصحيفة أن العديد من مساعدي جمال مبارك يملكون مليارات الدولار، وذلك بمساعدة وظائفهم في الحزب الحاكم والوظائف الحكومية التي ساعدتهم على تكوين ثروات طائلة. ونقلت الصحيفة عن المستشار محمد عبد العزيز الجندي وزير العدل المصري قوله إنه تم استجواب مبارك وهو بسترة المستشفى عن دوره في قتل واستخدام العنف تجاه المتظاهرين. و كان الرئيس السابق قد برأ نفسه في تسجيل صوتي من أية تهم أو إدعاءات بشأن تربحه أو استغلال منصبة، وهدد برفع قضايا ضد من يشهرون به و بأسرته.