بعدما خفت الحديث مرة أخرى عن قرار إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الخمسة في ملف بليرج بعد حوالي شهر تقريبا من الإشاعات، التي تم تداولها بقوة خلال الشهر المنصرم بخصوص صدور عفو ملكي سيستفيد منه هؤلاء المعتقلون، قرر كل من محمد الأمين الركالة والمصطفى المعتصم والصحفي عبد الحفيظ السريتي، المعتقلين في إطار هذا الملف منذ سنة 2005، استخدام ورقة الإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجا على ما أسماه المعتقلون في بيان لهم، توصلت «المساء» بنسخة منه ب«التلاعب والاستخفاف بحريتنا ومصيرنا»، ابتداء من بعد غد الأربعاء، وكذا بسبب الآثار الناجمة عن نبإ «إطلاق سراحنا والعدول عنه لأسباب نجهلها وانعكاس ذلك سلبا على أسرنا وأطفالنا وامتعاض كافة الأطراف الداعمة لقضيتنا في الداخل والخارج» يضيف بيان المعتقلين الذي وقعه المعتقلون الثلاثة. ويطالب المعتقلون السياسيون بالإقرار الواضح ب«براءتهم وإطلاق سراحهم الفوري»، مع رد الاعتبار لهم ولأسرهم، وكذا للأحزاب السياسية التي ينتمون إليها. كما شددوا على أهمية الكشف عن الجهة التي دبرت الملف، «وأجرمت في حق شخصيات سياسية وإعلامية معروفة بمواقفها ودفاعها عن الحرية والديمقراطية والكرامة ومناهضتها لكل أشكال العنف والإقصاء والتمييز»، مع مساءلة هذه الجهة وترتيب الجزاء على ذلك. يشار إلى أن السلطات المغربية اعتقلت في فبراير من عام 2005 كلا من مصطفى المعتصم الأمين العام لحزب البديل الحضاري، ومحمد الأمين ركالة نائبه والناطق الرسمي باسم الحزب، ومحمد المراوني الأمين العام لحزب الأمة (غير المرخص له)، والعبادلة ماء العينين مسؤول لجنة الصحراء والوحدة الترابية بحزب العدالة والتنمية، وعبد الحفيظ السريتي مراسل قناة «المنار» اللبنانية، وحميد نجيبي الناشط بالحزب الاشتراكي الموحد اليساري، الذي أطلق سراحه بعد قضائه حكما بالحبس النافذ لمدة سنتين بتهمة المشاركة في خلية إرهابية. وكانت السلطات قد ذكرت ساعتها بأن «خلية بليرج»، التي اعتقلوا في إطارها، كانت تعد تفجيرات واغتيالات في الأوساط السياسية والحزبية والحقوقية المغربية.