في الوقت الذي صرفت فيه الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الغرب الشراردة بني احسن الملايير من السنتيمات في تحسين واجهة مقرها المركزي في القنيطرة، وإعادة تجديد مكتب مديرها، وترميم مرافق بها، وبناء مستودعات تابعة لها، مازالت العديد من المؤسسات التعليمية في الجهة، تنتظر التفاتة من القيمين على الشأن التربوي في المنطقة، بعدما أضحى بعضها عرضة للضياع والخراب بسبب الإهمال والتهميش وعدم الإحساس بالمسؤولية. وكان لهذا الوضع السيئ الأثر البالغ على مصالح التلاميذ في مجموعة من المناطق، كما هو الحال في قرية «العمامرة ازعيترات» التابعة لنفوذ جماعة «المكرن» إقليمالقنيطرة، التي تحولت فيها حجرة دراسية بفرعية العلوية الراشدية إلى مربط للحمير، لتفعل فيها ما تشاء، عوض أن تحتضن تلاميذ القرية التي تعاني الأمرين لكي تقاوم الهدر المدرسي الذي تمارسه وزارة أحمد اخشيشن عليهم، وهو ما دفع أحد النشطاء الجمعويين في المنطقة إلى التعليق متهكما «لقد استبدلت الأكاديمية الجهوية التلاميذ بالحمير بعدما لم تعد الأقسام الدراسية تستقبل أبناء القرية لسوء أحوالها». مظاهر السخرية تكاد لا تنتهي عند هذا الحد، ففي مركزية مجموعة مدارس «ازعيترات» الواقعة في تراب الجماعة نفسها، يفوق عدد المراحيض المشيدة عدد الأقسام الموجودة فيها، حيث تتوفر هذه المؤسسة على 17 مرحاضا مقابل11 قسما، بعدما انصبت مجهودات من يقفون وراء المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والأكاديمية ونيابة التعليم على بناء دور قضاء الحاجة بدون ماء، في حين تم إغفال تشييد فضاءات الدراسة بشكل غريب، والأمر ذاته حصل بفرعيتها التي أضحت تضم 6 مراحيض، في الوقت الذي لا تتوفر فيه سوى على قسم واحد فقط، هذا دون الحديث عن مظاهر تبذير المال العام المتجسد أساسا في تخريب تجهيزاتها نتيجة تركها بدون حراسة. وفي ثانوية ابن عباد، إحدى أعرق المؤسسات التعليمية في مدينة القنيطرة، ما زال الخصاص في المدرسين سيد الموقف في هذه الثانوية، وكشفت رسالة توصلت بها «المساء» من جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، أن هذه الأخيرة، ورغم مرور أزيد من نصف عام على الدخول المدرسي، ما زالت تفتقر إلى مدرسي بعض المواد الأساسية، كالرياضيات والفرنسية والفلسفة والعربية. وأشارت الرسالة نفسها، إلى حالة الاستياء التي تسود أوساط التلاميذ، سيما أنهم مقبلون على إجراء الامتحانات في الأسابيع القليلة القادمة في مواد لم يسبق لهم أن تلقوا الدروس الخاصة بها، ودعت جمعية الآباء الجهات المسؤولة إلى التدخل الفوري لتعويض الحصص الضائعة وتفعيل العمل بالساعات الإضافية لسد هذا الخصاص. من جهة أخرى، أثارت المعايير المعتمدة في منح حق الانتقال لأساتذة بعينهم غضبا شديدا في أوساط هيئة التدريس، خاصة تلك التي تمت خارج الحركة الانتقالية. وطالب المختار زهير، ممثل أساتذة التعليم الابتدائي في اللجن الثنائية، بفتح تحقيق عاجل في موضوع التكليف بمهمة الذي يخص الأستاذة «ر. ر»، التي انتقلت من مدرسة الشهداء إلى مدرسة أبي بكر الرازي، في إطار تبادل وصفه بالمشبوه مع أستاذة لا تتوفر هي الأخرى على النقط التي تخول لها الحصول على منصب في المدرسة الأولى.