فاجأت سيدة في بداية الأربعينات من عمرها الحاضرين في الذكرى الأربعينية لوفاة فدوى العروي بدوار عبد العزيز بسوق السبت. كانت السيدة تحمل بيدها اليمنى طفلة في سنتها الأولى، وتحمل طفلا ثانيا في يدها اليسرى، تتكلم بعبارات صادمة ورباطة جاش أبكت الحاضرين، رجالا ونساء. لم تكن السيدة سوى والدة فدوى العروي، التي تكلمت دون أن تدرف دمعة واحدة، مطالبة بمحاسبة كل من تسبب في إحراق فدوى العروي لنفسها، ومنتظرة فتح تحقيق قضائي في الموضوع. واستنكرت والدة فدوى العروي اتهام ابنتها الراحلة بالجنون، مؤكدة أن المجنونة لا يمكنها أن تعيل أسرة بكاملها، وأن تربي ابنين بريئين وهي فتاة صغيرة. كما طالبت والدة فدوى العروي بفتح تحقيق مع من اتهمته ب«التسبب في تسميمي ومحاولة قتلي مباشرة بعد وفاة ابنتي». وشارك عشرات المواطنين والمواطنات من دوار عبد العزيز وسط مراقبة أمنية مكثفة لمختلف أجهزة الأمن السرية في الذكرى الأربعينية لوفاة فدوى العروي، المرأة الشابة التي لم يتجاوز عمرها العشرين، والتي تعرضت للاغتصاب وعمرها لم يتجاوز 14 سنة نتج عنه حمل خلفت منه ابنها البكر رضا، قبل أن تتعرض للاغتصاب من جديد وتخلف ابنتها الصغيرة آية، قبل أن تقدم على حرق نفسها احتجاجا على حرمانها من السكن بمدينة سوق السبت نهاية شهر فبراير الماضي أمام مقر بلدية سوق السبت ووسط جموع من المواطنين، الذين صوروا مشاهد صادمة لمراحل إحراقها لنفسها وكلماتها الاحتجاجية قبل وفاتها، التي بقيت صادمة ويتردد صداها في كل المناسبات الاحتجاجية، عندما قالت: «حتى واحد ما عقل علي، أنا ما عندي حتى واحد، أنا عندي الله، واش اللي مسطي أعباد الله كيولد؟ واش اللي مسطي كيخلي ولادو معاه؟». الحفل الذي نظمته تنسيقية وشباب 20 فبراير بسوق السبت تحت شعار «حتى لا ننسى»، وشاركت فيه قافلة انطلقت من مدينة بني ملال تمثل تنسيقية دعم شباب 20 فبراير، عرف مشاركة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وجماعة العدل والإحسان وحزبي النهج والطليعة وشباب 20 فبراير وأصدقاء الراحلة فدوى العروي. وقد اختتم بمسيرة انطلقت من أمام بيت أسرة فدوى العروي بدوار عبد العزيز بسوق السبت.