طالبت أزيد من 113 عائلة من متقاعدي وأرامل وأيتام الجنود وقدماء المحاربين بودادية السكن بالحي المحمدي بالدار البيضاء بالتسوية القانونية النهائية للشقق التي يقطنون بها لما يزيد عن نصف قرن وتسليمها إليهم بمبالغ تناسب إمكاناتهم المادية مثل نموذج أنفا (3) الذي فوت ب5 إلى 7 ملايين سنتيم مع تسهيلات في الأداء. وأكد المتقاعدون أنهم كانوا في البداية يؤدون سومة كرائية لا تتجاوز 140 درهما، لكن هذه السومة أخذت في الارتفاع تدريجيا إلى أن أصبحت اليوم تقارب ال 700 درهم في الشهر، علما أن أغلب المتقاعدين لا تبلغ معاشاتهم في الغالب سقف ال1000 درهم، والأرامل لا تصل معاشاتهن إلى 400 درهم في أحسن الأحوال، وهو المبلغ الذي لا يغطي حتى السومة الكرائية التي فرضتها وكالة المساكن والتجهيزات العسكرية بعد أن فُوتت لها هذه المساكن من طرف مديرية الأملاك المخزنية، حسب تصريح رئيس ودادية السكن لحي الزرقطوني بالحي المحمدي. وأضاف رئيس الودادية أن من بين السكان حوالي 50 أرملة يعشن ظروفا جد مزرية، ويستحيل عليهن، مثلما يستحيل على أغلب العائلات تأدية المبالغ الكرائية التي تم رفع قيمتها. ويذكر أنه بعد أن تم تفويت هذه الودادية السكنية إلى وكالة المساكن والتجهيزات العسكرية، ارتأت هذه الأخيرة تسليم هذه الشقق إلى ساكنيها من المتقاعدين والأرامل والأيتام وحددت مبالغ معينة من أجل ذلك، غير أن المتقاعدين اعتبروا أن هذه المبالغ مرتفعة ويصعب على أغلبهم تأديتها وطالبوا بمراجعتها من جديد. وتوصلت الودادية بجواب عن رسالة رفعتها إلى الرابطة الوطنية لشاغلي العقارات والأملاك المخزنية، والتي تتوفر «المساء» على نسخة منها، يقول إن المساكن المعنية بالودادية «تقرر منح تخفيض بنسبة 40 في المائة من ثمنها للمشترين الراغبين في أداء ثمن التفويت دفعة واحدة عند إبرام عقد البيع، وذلك إلى غاية 31 دجنبر 2010». وأضافت الرسالة نفسها «أما فيما يتعلق بالمساكن التي تسيرها وكالة المساكن والتجهيزات العسكرية, فإن الأمر يخص المساكن التي تم التخلي عنها بالمجان لفائدة هذه الوكالة، وبالتالي فإن شاغلي هذه المساكن لم تعد لديهم علاقة كرائية مع الدولة». وأضاف المعنيون في تصريحاتهم ل«المساء» أن الوكالة حددت أسعارا تفاوتت ما بين 30 و28 مليون سنتيم للشقة وهو ما يفوق قدرة أسر لا يتجاوز مدخولها في الغالب 500 درهم في الشهر، بالإضافة إلى المصاريف والأدوية، على اعتبار أن غالبية المتقاعدين يعانون من أمراض مزمنة وأمراض الكلى، وأن من بين السكان حالات طريحة الفراش ولا تملك حتى ثمن الأدوية.