احتشد ما يزيد عن ألف مواطن أمام ابتدائية خريبكة صباح أمس للمطالبة ب «الإفراج الفوري» عن المعتقلين الخمسة على خلفية الأحداث، التي عاشتها المدينة صباح الثلاثاء الماضي. وردد المتظاهرون شعارات مناوئة لمحمد صبري، عامل الإقليم، الذين حملوه مسؤولية ما حدث لأبنائهم. وقال محتجون في اتصالات مع «المساء» إنهم سيواصلون الاحتجاج والتظاهر إذا لم يتم الإفراج عن باقي المعتقلين البالغ عددهم خمسة. وعلمت «المساء» أن معتقلا يدعى (ر.ع) لازال قاصرا ويتابع دراسته بثانوية ابن ياسين بنفس المدينة. وأشارت مصادر «المساء» إلى أن لا علاقة لجماعة العدل والإحسان بالأحداث التي شهدتها المدينة، وهو ما أكده بلاغ صادر عن الفرع المحلي للجماعة. إلى ذلك، كشفت مصادر عليمة عن إجراء محمد الصبار، الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، سلسلة من اللقاءات جمعته مع عامل الإقليم والوكيل العام للملك والمدير المحلي للمكتب الشريف للفوسفاط وممثلين عن المعتصمين ومنتدبين عن الهيئات السياسية والحقوقية والمدنية، استمع فيها إلى إفاداتهم بخصوص الأحداث، إذ أكد مصدر عليم أن الصبار ومرافقيه طرحوا «أسئلة دقيقة بخصوص الأحداث التي عاشتها مدينة خريبكة طيلة يوم الثلاثاء الماضي». وتوقف المتدخلون في الاجتماعات على مسألة «الانتقائية» في نقل الضحايا عبر سيارات الإسعاف إلى المستشفى، إذ لوحظ، يقول مصدر مطلع، أن السيارات كانت تنقل أفراد القوات العمومية، فيما كانت تتجاهل المواطنين، الذين لم يتوجه عدد كبير منهم إلى المستشفى مخافة الاعتقال. وقالت مصادر حضرت لقاء بين العامل والسكان بحي «البيوت»، المعروف بوجود عدد كبير من أبناء العاملين في المجمع الشريف للفوسفاط به، إن «محمد صبري قال للسكان ما مفاده أنه سيمنح لهم «كارنيات الحمام»، وهي عبارة عن تذاكر مجانية للاستحمام يمنحها المكتب الشريف للفوسفاط لجميع العاملين وأبنائهم بمدينة خريبكة. وقالت مصادر حضرت لقاء بين العامل والسكان بحي «البيوت»، المعروف بوجود عدد كبير من أبناء العاملين في المجمع الشريف للفوسفاط به، إن «محمد صبري قال للسكان ما مفاده أنه سيمنح لهم «كارنيات الحمّام»، وهي عبارة عن تذاكر مجانية للاستحمام يمنحها المكتب الشريف للفوسفاط لجميع العاملين وأبنائهم بمدينة خريبكة. وأكد مصدر «المساء» أن «عرض» العامل صبري جوبه باستنكار شديد من طرف الساكنة، إذ ردت عليه إحدى المواطنات قائلة: «نحن لا نحتاج للاستحمام. نحن نحتاج إلى تحسين وضعيتنا الاجتماعية وإيجاد مناصب شغل لأبنائنا»، الشيء الذي دفع العامل إلى مغادرة المكان في الحين خشية أن تتطور الأمور. وفي سياق آخر، شجب المجمع الشريف للفوسفاط بشدة أعمال التخريب التي تم ارتكابها، والتي استهدفت عددا من مصالحه. وجاء في بلاغ للمجمع، توصلت «المساء» بنسخة منه، «أن العمليات ألحقت أضرارا مهمة بمقر الشركة والنادي الاجتماعي ومركز التكوين». كما تعرضت فضاءات الشركة والحواسيب وأدوات العمل ل«النهب والتخريب». وعبر مسؤولو الشركة عن «أسفهم لحدوث مثل هذه الوقائع»، مشيرين إلى أن الدوافع الحقيقية لهذا العنف «غير مبررة»، مؤكدة أن ذلك «لن يمنع المجمع الشريف من مواصلة مهمته الإنمائية وتعزيز انخراطه في المنطقة».