تنشغل النساء وخاصة الفتيات في مقتبل العمر بإيجاد الأجوبة للعديد من المشاكل الصحية التي تواجههن في حياتهن اليومية. البروفيسور خالد فتحي المختص في أمراض النساء والتوليد يجيب عن هذه الأسئلة المحيرة. عمري 26 سنة أعمل موظفة استقبال, حامل في الشهر الخامس. إنه حملي الثالث إلا أني أعاني من مشكلتين على مستوى الوجه تتكرر عند كل حمل. حيث تظهر لدي حبوب الشباب مما يقلقني كثيرا . فأنا لا أعرف كيف أتصرف هل أتناول بعض الأدوية أم لا؟ فصديقتي قد زودتني ببعض الأدوية الفعالة . كذلك ألاحظ نزيفا على مستوى اللثة كل صباح. وهذا أمر لا عهد لي به من قبل. أرجو أن تجيبوا على تساؤلاتي : هل هذا الأمر طبيعي خلال مدة الحمل أم أنه يتعين علي استشارة الطبيب؟ هذه مشكلة تعانيها الكثير من الحوامل حيث تسبب لهن الكثير من الضيق والتبرم خصوصا حين يتعلق الأمر بموظفات يلعب مظهرهن العام دورا كبيرا في تأديتهن لوظيفتهن. هذا وقد يظهر حب الشباب أو كما نسميه بالعربية الفصحى (العد) عند الحامل في وقت مبكر جدا من رحلة الحمل. وذلك راجع إلى كون الهرمونات الخاصة بالحمل تزيد من الإفرازات الزيتية لغدد الجلد، إلا أنه من حسن الحظ أن كل هذه التبدلات الجلدية تكون مجرد تبدلات مرحلية تختفي بمجرد أن تضع الحامل جنينها . يمكن للحامل أن تنهج بعض أساليب الوقاية من حب الشباب من خلال نهج قواعد صحية للعناية بالجلد خلال الحمل، حيث يتعين عليها أن تواظب على غسل وجهها بنفس الوتيرة السابقة للحمل. لكن مع تجنب استعمال منظفات الوجه والمواد القابضة والأقنعة لأن كل ذلك يؤدي إلى استثارة جلد الوجه وتهيجه، وبالتالي ظهور بثور العد أو استفحالها. كما لا ينبغي لها أن تبالغ في غسل وفرك وجهها زيادة عن اللزوم لأن ذلك مضر أيضا بالجلد . وهذه أخطاء تقع فيها الكثير من النساء الحوامل وغير الحوامل. كذلك عليها أن تتجنب استعمال المهيجات من قبيل المستحضرات الزيتية وأدوات تصفيف الشعر والمواد المخفية للعد وان تعوضها بالمواد ذات الحمولة المائية وغير المكونة للزؤان لأنها لا تتسبب في سد مسام الجلد. وبالتالي لا تؤدي إلى ظهور بثور حب الشباب. وينبغي كذلك أن لا تتعرض الحامل مباشرة لأشعة الشمس لأن ذلك يؤدي إلى تفاقم حب الشباب هذا. على الحامل التي تعاني من حب الشباب أن تتخذ بعض الاحتياطات البسيطة التي غالبا ما تغفلها كأن تترك خصلات شعرها تنسدل على وجهها مما يؤدي إلى تهيج الجلد . أو أن تتكئ بصدغها على يدها وهي جالسة في مقابل التلفاز، كما أن التعرق الناجم عن بعض الأعباء المنزلية الشاقة أو عن ارتداء الملابس الضيقة يقود إلى تراكم العرق والأوساخ والدهنيات فوق الوجه مما قد يؤدي لحدوث العد. لكن أحيانا لا يكون هناك مناص من مراجعة الطبيب واستشارته إذا كان حب الشباب هذا مرهقا ومحرجا للمرأة. إذ ينبغي أن لا تلجأ الحامل لاستعارة وتقليد الوصفات الطبية من بعض صديقاتها اللائي مررن بتجربة حب الشباب بصورة آلية . لأن بعض الأدوية المستعملة في معالجة هذا المرض الجلدي قد تضر بالجنين وبالتالي تكون محرمة خلال مدة الحمل. فبعض هذه العقاقير التي تتناول عبر الفم تسبب حدوث عيوب خلقية لدى الجنين مثل مرض استسقاء الدماغ (Hydrocephalie) بالإضافة إلى بعض الشذوذ في البناء الهندسي للقلب وفي الأذن ولعل عقار التبتراسيكلين (هو مضاد حيوي معروف يوصف في حالة تقيح حب الشباب هو الذي يطرح بعض المشاكل, حيث إنه ممنوع على الحامل، لأنه يؤدي إلى بطء نمو العظام لدى الجنين كما أنه يغير لون الأسنان لديه. ويتسبب أيضا في بعض الاضطرابات في وظيفة الكبد لدى الحامل. لا بد من الإشارة إلى أن العلاج الهرموني يبقى خير علاج لهذا الطفح الجلدي حيث نستعمل هرمون الأستروجين الأنثوي بالإضافة إلى مضادات الهرمونات الذكرية (Antiandrogene) ولكن هذه الهرمونات لا ينبغي أن توصف خلال مرحلة الحمل. وباختصار شديد إذا لم تطق المرأة الحامل ظهور بثور حب الشباب وقررت أن تخضع للعلاج, فإن هذا العلاج ينبغي أن يكون تحت إشراف الطبيب. بالنسبة لنزيف اللثة فهذا عارض محتمل جدا خلال مدة الحمل أيضا. وهذه معلومة قد لا تتوفر عليها أغلب النساء الحوامل، فمعروف أنه خلال الحمل يزداد تدفق الدم نحو كل أعضاء الجسم بما في ذلك اللثتان مما قد يؤدي إلى تورمهما أو إلى ترققها مما قد ينجم عنه نزيف بسيط عندما تقوم الحامل بتنظيف أسنانها باستعمال الفرشاة. لا ينبغي أن يتسبب هذا العارض في أي قلق للحامل، بل ينبغي أن يدفعها إلى مزيد من الاعتناء بفمها أسنانها طيلة مدة الحمل . فتنتظم في تنظيف أسنانها عقب كل وجبة وقبل النوم كما يتعين عليها أن تمد جسمها بكميات كافية من فيتامين س من خلال تغذية متوازنة أو من خلال تناول بعض العقاقير. فهذا الفيتامين ينشط الجسم ويقوي الأنسجة ويربطها. أما في حالة ما إذا كان هذا النزيف غير بسيط أو إذا ما رافقه الم أو احمرار أو التهاب فآنذاك لا يكون هناك بد من زيارة طبيب الأسنان لبحث الأمر. وباختصار فإن الكثير من الأعراض البسيطة تكون ذات علاقة بالحمل . لكن المرأة الحامل لا تستطيع اكتشاف ذلك بنفسها. لذلك فعوض أن تظل نهبا للأسئلة والوساوس تكفي زيارة بسيطة لطبيب أمراض النساء والتوليد لطمأنتها على حالتها الصحية العامة - عمري 30 سنة. رغم أنني أتناول حبوب منع الحمل إلا أنني حملت. لا تخفق حبوب منع الحمل إلا نادرا جدا، إذ أحيانا قد يحدث الحمل والمرأة تتناول حبوب منع الحمل بسبب خطأ قد لا تتذكره المرأة أو لأسباب أخرى لا مجال لذكرها. آنذاك يتعين على المرأة أن تتوقف فورا عن تناول هذه الحبوب كما طلب منك طبيبك، لأن الأخطار المحدقة بالجنين رغم أنها قليلة جدا إلا أنها تظل ممكنة ومع ذلك لا داعي للخوف فغالبا ما يكون الجنين سليما. وللإشارة فإن الأطباء يوصون بضرورة برمجة الحمل عند المرأة التي تتناول حبوب منع الحمل بأن تقلع عن هذه الحبوب لشهرين أو ثلاثة أشهر قبل الشروع في الحمل ومع ذلك فإن الحمل في الشهر الأول الذي يلي التوقف عن تناول هذه الحبوب لا يتضمن خطرا جديا على تخلق وسلامة الجنين.