تنشغل النساء وخاصة الفتيات في مقتبل العمر بإيجاد الأجوبة للعديد من المشاكل الصحية التي تواجههن في حياتهن اليومية. البروفيسور خالد فتحي المختص في أمراض النساء والتوليد يجيب عن هذه الأسئلة المحيرة. أنا سيدة عمري 36 سنة أرغب في إرضاع طفلي، فحليب الأم هو أحسن غذاء للطفل. ما هي الحالات التي تمنع علي إرضاع طفلي رضاعة طبيعية? ليس هناك شك أن حليب الأم غذاء مكتمل يضم كل العناصر التي يحتاجها الطفل لأجل نموه ولكن هناك حالات يمنع فيها على المرأة إرضاع طفلها حماية له من بعض العواقب. تنقسم هذه الحالات أو الأسباب إلى أسباب خاصة بالأم وأخرى خاصة بالطفل. وهكذا فإن المرأة التي تعاني من مرض عقلي لا يسمح لها بالرضاعة، كما لا يسمح بالرضاعة إذا كانت الأم تشكو من مرض تعفني أو من السل... الخ أو كانت تتناول أدوية تحتمل بعض المضاعفات على الطفل كبعض أنواع المضادات الحيوية وبعض المواد المضادة للتخثر ) (anticoagulants والأدوية القشرية وبعض الأدوية الخاصة بعلاج الجهاز العصبي (les barbituriques) ويمنع الطفل من الرضاعة إذا كان يشكو من عدم التئام سقف الفم (la fente palatine ) أو كان يشكو من أمراض تهم الجهاز الهضمي تسبب اضطرابا في عملية البلع. في الغالب أنك لا تشكين من أي نوع من هاته الحالات وأنك ستقومين بإرضاع طفلك. - عمري 48 سنة انقطعت عني العادة الشهرية منذ سنة ونصف ومنذ ذلك الوقت وأنا أعاني من هبات دافئة تتركني غارقة في العرق وهذا شيء يقلقني. سؤالي: هل ما أشعر به له علاقة بسني، وما هو العلاج؟ يبدو أنك قد ولجت سن اليأس بكل أعراضها ومشاكلها الصحية ومخاوفها في حين لم يعد هناك الآن ما يدعو للخوف من هذه المرحلة فأغلب النساء يجتزن هذه المرحلة الحاسمة من حياتهن دون أن يصادفن أعراضا مزعجة على الإطلاق، فبنات الجيل الحالي لهن من إمكانيات التعرف على هذه المرحلة وإمكانية مكافحة أعراضها ما يفوق بكثير ما كان متوفرا لبنات الجيل الماضي. بالنسبة للهبات الدافئة «bouffés de chaleur» نقدر أن حوالي 60 % من النساء تصبن بهبات دافئة عند بلوغهن سن اليأس وفي الحالات الشديدة يمكن أن تحدث هذه الهبات كل ساعة وقد تطول مدة حدوثها حتى تصل إلى عشر دقائق مما يترك المرأة تعوم في العرق ومع أنه لا وجود لجواب محدد عن أسباب هذه الهبات وذلك التعرق الغزير، إلا أننا نعتقد أن لفقدان الأستروجين دور أساسي في ذلك. إن لهذه الهبات الحارة تأثيرا سلبيا على حياة المرأة يمكن أن تربك أحيانا الأنشطة اليومية للمرأة أو تشل حياتها العملية وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى الأرق مع كل المشاكل المترتبة عن الحرمان من النوم. عليك سيدتي أن تستشيري طبيبك المختص في أمراض النساء والتوليد الذي سيصف لك الدواء المناسب وينهي كل مشاكلك هاته. - عمري 35 سنة مصابة بالسكري الموجب للأنسولين diabète insulinodépendant لدي طفلان وحامل في الشهر الثالث. ما هي العواقب التي يمكن أن أتعرض لها؟ أود في البداية أن أؤكد أن حمل المرأة التي تعاني من السكري يجب أن يكون مراقبا بصرامة. فهذا الحمل محفوف بعدد من المخاطر ككثرة مضاعفات الداء لدى المرأة أو قد يترتب عنه الإجهاض أو وفاة الجنين وفي بعض الحالات تحدث تشوهات خلقية لدى المولود الجديد، كما قد تكون الولادة صعبة بسبب الحجم الكبير لمواليد النساء المصابات بداء السكري مما يؤدي إلى تمزق العجان (Périnée) أو اللجوء للعملية القيصرية لكن هذا لا يعني دائما خطورة الحمل فالحمل الصحي ممكن شريطة التقيد ببرنامج منظم تكون فيه نسبة السكر قبل الحمل طبيعية وأن يخضع لمراقبة جدية طيلة الحمل. لذلك فإن الحمل ينبغي أن يكون مبرمجا في حالتك: إذ لا يسمح بها إلا إذا كانت نسبة السكر في الدم في المعدلات الطبيعية لمدة ثلاثة أشهر قبل عملية التخصيب. لذلك إذا احتسبنا هذه الثلاثة أشهر وأضفنا إليها تسعة أشهر التي هي مدة الحمل لدى جميع النساء نفهم لماذا يقول الأطباء إن مدة الحمل لدى المصابات بالسكري هي 12 شهرا.