تنشغل النساء وخاصة الفتيات في مقتبل العمر بإيجاد الأجوبة للعديد من المشاكل الصحية التي تواجههن في حياتهن اليومية.البروفيسور خالد فتحي المختص في أمراض النساء والتوليد يجيب على هذه الأسئلة المحيرة. - انا سيدة متزوجة أبلغ من العمر 24 سنة، أنجبت مرة واحدة فقط. وأفكر الآن في استعمال اللولب كوسيلة لمنع الحمل . لكن لدي الكثير من المخاوف حول هذه الطريقة. فهل صحيح أن اللولب قد يغادر الرحم ويسافر إلى مناطق بعيدة في الجسم كالدماغ و القلب؟ وهل يمكن أن يمنعني من الإنجاب مرة ثانية بعد جذبه؟ وأخيرا هل هناك سن أدنى للشروع في استعمال اللولب ؟ < اللولب وسيلة ميكانيكية جد منتشرة لمنع الحمل حيث تفضله على سبيل المثال 25 % من الفرنسيات مباشرة بعد حبوب منع الحمل, وتوجد عدة أشكال لهذه الوسيلة الميكانيكية تتوزع بين نوعين كبيرين وذلك حسب ما إذا كانت مادة تصنيعه تضم معدن النحاس أو هرمون البروجسترون وتبلغ مدة استعمال اللولب 5 سنوات . يتم وضع اللولب استجابة لرغبة المرأة بعد التأكد من عدم وجود موانع لاستعماله. وعلى أي يمكن القول إن المرأة المثلى التي ينصحها الأطباء بهذه الطريقة هي المرأة التي سبق لها الإنجاب ولا تود إنجاب أطفال آخرين و التي يكون جهازها التناسلي سليما خاليا من الالتهابات وتكون حياتها الأسرية و الجنسية مستقرة. لا يمكن وضع اللولب في حالة الشك في وجود حمل أو معاناة المرأة من التهاب بالجهاز التناسلي وفي حالات اختلالات تخثر الدم أو وجود أمراض بصمامات القلب أو وجود ورم ليفي أو عيوب خلقية بالرحم وكذلك في حالة تعدد الشركاء الجنسيين أو الخضوع لعلاج طويل الأمد بالمواد القشرية أو بالأدوية المضادة للالتهاب لعدم فعالية اللولب في هذه الحالة ... الخ بالنسبة لأسئلتك أطمئنك أنه لا يوجد سن أدنى أو أقصى لاستعمال اللولب . ما نحتاط منه فعلا هو أن يكون خطر الإصابة بالأمراض المتنقلة جنسيا ضعيفا لدى النساء اللواتي تستعملن اللولب خصوصا الشابات منهن فقبل أن تختار أية امرأة اللولب لابد لها أن تفهم جيدا أنه قد يقوى خطر التعفنات التي تؤدي بدورها للعقم، كذلك لا ينبغي لك أن تتوجسي كثيرا من هذه الطريقة . فاللولب يظل في الرحم ونادرا جدا ما يخترق جدار الرحم ليتمركز في البطن بسبب خطإ وقع أثناء وضعه وليس بسبب هجرة طويلة الأمد عبر جدار الرحم. لكن اللولب لا يذهب في كل الحالات خارج البطن . فكل ذلك مجرد إشاعات ومجرد خرافات. كذلك يمكن للمرأة أن تحمل مباشرة بعد جذب ونزع اللولب. ولكن لابد للأمانة من التذكير ثانية أن اللولب يقوي فرص الالتهاب الحاد لقناة فالوب إذا أصيبت مستعملته بمرض جنسي. وهذا قد يؤدي إلى العقم. لذا من الضروري إذن أن تكون للمرأة المقبلة على وضع اللولب حياة جنسية مستقرة وذلك لحماية نفسها والاحتفاظ بفرص الإنجاب لديها في المستقبل. - عمري30 سنة حامل في الشهر التاسع وحملي طبيعي جدا حيث يتوقع الطبيب ألا أخضع للعملية القيصرية. لكن أتخوف مع ذلك من الولادة الطبيعية بسبب l’épisiotomie أو كما نسميه نحن النساء ب«الغراز» هل يمكنكم أن تمدوني بمعلومات حول هذا الموضوع؟ وهل لهذه الطريقة تأثيرات جانبية علي في مستقبل الأيام؟ < يبدو أنك تتابعين حملك وصحة جنينك بالشكل المطلوب بل ويظهر أيضا أنك تستعدين للولادة بحماس بدليل سعيك لجمع المعلومات حول ما نسميه بالفرنسية épisiotomie وبالدارجة «لغراز» وبالعربية الفصحى شق العجان. والعجان هي المنطقة العضلية التي توجد بين المهبل وفتحة الشرج Periné, وشقها يعني أن نحدث قطعا جراحيا بالمقص قبل الولادة مباشرة لأجل توسيع فتحة المهبل لاستخلاص الجنين. ونلجأ لهذه الطريقة بشكل شائع لأجل تسريع الولادة حماية للمولود الجديد من الاختناق Asphyxie ولمنع حدوث تمزقات غير متحكم فيها لمهبل المرأة وعجانها. كذلك نلجأ لهذه الجراحة المستعجلة إذا كان حجم الطفل كبيرا ويستدعي تكبير فتحة المهبل أو كنا بصدد استخراج الطفل من خلال استعمال بعض الآلات المساعدة كالملقاط (Forceps) مثلا بالطبع إذا تمت هذه العملية بإتقان فإنها لا تتضمن أية عواقب أو مضاعفات، إذ في أغلب الأحيان لا يحتاج شق العجان إلى تخدير أثناء إحداثه بسبب ضغط رأس الجنين على هذه المنطقة الشيء الذي يبدد شعور الحامل بالألم. لكن خياطة الجرح تتم بعد البنج بإعادة بناء فتحة المهبل ولا تحتاج المرأة لنزع خيوط الجراحة لدى الطبيب لأن هذه الأخيرة تضمحل من تلقاء نفسها. من الطبيعي أن يتطلب التئام الشق بعض الوقت ومن الممكن أيضا أن تشكو المرأة من بعض الآلام لعدة أيام لذلك فإننا عادة ما نصف لها بعض الأدوية المطهرة أو بعض المضادات الحيوية لتحفيز عملية الالتئام. غالبا ما يطابق شفاء منطقة العجان انتهاء مرحلة النفاس حيث يمكن للمرأة عادة معاودة ممارسة نشاطها الجنسي بشكل طبيعي جدا. طبعا هناك مضاعفات محتملة لعملية قطع العجان تنتج في الغالب عن سوء تقدير أثناء الولادة أو عن سوء خياطة الجرح بعد إحداثه. لكنها مضاعفات نادرة لا تصل إلى حد الاستغناء عن هذه الطريقة المفيدة جدا في إنجاح عملية الولادة . تتمثل هذه المضاعفات في فقد كمية أكثر من الدم بسبب شق العجان الذي يكلف وحده 200مل. أو الشعور في بعض الأحيان بألم أثناء الجماع أو حدوث تمزقات من الدرجة الثالثة, وفي هذه الحالة يكون السبب هو التعطل في إحداث الشق مما يسبب تمزقات تلقائية قد تكون أحيانا فادحة. كما قد تعاني بعض النساء شهورا بعد الولادة من توسع المهبل مما يخلق عدة مشاكل زوجية وذلك بسبب عدم احترام قواعد خياطة الشق مما قد يتطلب عملية على المهبل لإعادة بناء العجان بشكل يعيد للمرأة تناسق جهازها التناسلي السفلي. وفي الأخير لابد أن أقول إن شق العجان ليس أمرا روتينيا ومفروضا فقد يقدر طبيبك أنك لا تحتاجين أيضا لهذه العملية كما يقدر أنك لا تحتاجين للعملية القيصرية. لكن هذا القرار لا يتخذ إلا في اللحظات الحاسمة الأخيرة للولادة.