رغم ظهور فاعلين جدد في السوق المغربية وتنوع العرض، مازال استهلاك المغارب للمثلجات ضعيفا، فهم يقيمون معها علاقات باردة في أغلب شهور السنة ولا يعيدون توطيد الصلة بها سوى في فصل الصيف، خاصة في شهري يوليوز وغشت. ويقدر استهلاك المغاربة للمثلجات في السنة ب8 ملايين لتر، 5 ملايين لتر منها مصنعة و3 يدوية، غير أن هذا الرقم يبقى دون المستويات المسجلة في بلدان أخرى، فهو يحتل ترتيبا متأخرا مقارنة ببعض البلدان الماثلة والأوربية، حيث إنه إذا كان الاستهلاك الفردي للمثلجات في المغرب لا يتعدى ما بين 0.35 و1.5 لتر في السنة، فإنه يصل إلى ما بين 1 و3 لترات للفرد في تونس و6 لترات في فرنسا و14 في بلدان شمال أوربا و22 لترا في الولاياتالمتحدةالأمريكية. غير أن حجم الاستهلاك الضعيف للمثلجات لا يخفي ارتفاع الاستهلاك في بعض المدن، حيث يصل في المتوسط إلى ما بين 2 و3 لترات للفرد في البيضاء ومراكش والرباط وطنجة وتطوان. ويظهر أن 9 مثلجات من بين 10 يستهلكها المغاربة خارج منازلهم، عكس ما يحدث في أوربا حيث يجري تناول نصف كمية المثلجات المستهلكة في المنازل. ويتجلى أن استهلاك المغاربة للمثلجات موسمي، ينحصر في أغلب الأحيان في فصل الصيف، حيث تصل المبيعات في الفترة الفاصلة بين يونيو وغشت إلى 70 في المائة، من مجموع المبيعات على امتداد السنة، وهو الارتفاع الذي يجد تفسيره، في جزء كبيرمنه، في إقبال المهاجرين المغاربة المقيمين بالخارج وإقبال المغاربة على السفر في فصل الصيف، بما لذلك من انعكاسات على استهلاك منتوجات لا تدخل في القفة العادية. وتشكل المثلجات الصناعية المطروحة في السوق المغربي 70 في المائة، غير أنه لا يجري تصنيعها كاملة في المغرب، حيث يتم استيراد حوالي 30 في المائة منها من الخارج، في نفس الوقت ثمة مثلجات توفرها محلات بدأت تنتشر في المغرب، ترتبط في بعض الأحيان بماركات عالمية، مما يتيح منتوجا متنوعا. ويتوقع أن يعرف القطاع نموا ملحوظا في السنوات القادمة، في ظل التطور الذي تعرفه العادات الاستهلاكية للمغاربة.