لأول مرة، لم تشهد الأسواق المغربية عجزا في مادة الحليب، التي يكثر الإقبال عليها في رمضان، على غرار التمور، والحلويات، واللحوم الحمراء والبيضاء، والأسماك، والفواكه، إلخ.المغاربة يستهلكون ضعف ما ينتجون من الحليب (خاص) ويرتفع حجم استهلاك الأسر من الحليب، خلال هذا الشهر، بحوالي 10 ملايين لتر، لتنتقل الكمية المستهلكة من 70 مليون لتر، إلى 80 مليون لتر. وتتأتى الكمية المضافة من المادة المصنعة والاستيراد، خصوصا أن الطاقة الإنتاجية المحلية محدودة، وليس في إمكانها تحقيق معادلة العرض والطلب. ويلاحظ أن سعر اللتر الواحد مستقر، على العموم، في 6 دراهم و80 سنتيما، في حين يبلغ 7 دراهم بالنسبة لنوع معين، وأكثر من ذلك بالنسبة إلى النوع المعقم. ومن العوامل المساعدة على وفرة الحليب حاليا، بنسبة تقدرها السلطات ب 115 في المائة، مقارنة مع مستوى الطلب، الانعكاسات الإيجابية المترتبة عن التساقطات المهمة، التي شهدها الموسم الفلاحي 2008 2009، إذ كان لها تأثير قوي في ما يخص وفرة الكلأ للمواشي، لمدة يقدرها الفلاحون بثلاث سنوات. ويبلغ الطلب الوطني من هذه المادة الحيوية بثلاثة ملايير و715 مليون لتر سنويا، في وقت لا تتجاوز الطاقة الإنتاجية للوحدات العاملة في القطاع مليارا و250 مليون لتر سنويا، ضمنها 700 مليون لتر مصنعة. والنتيجة أن تحقيق التوازن في المعادلة يفترض إنتاج ملياري لتر إضافية، كل سنة. وتتأثر السوق المغربية كثيرا بواقع الأسواق العالمية لمادة الحليب. وشهدت الأسعار ارتفاعا، خلال السنوات الأخيرة، على غرار كل المواد الأساسية، مثل الحبوب، والزيوت، والبترول. وكانت أسعار الحليب سجلت ارتفاع كبيرا قبل ثلاث سنوات، قبل أن ينخفض أخيرا، وانتقل سعر الطن من 2500 دولار سنة 2006، إلى أزيد من 4 آلاف دولار للطن، السنة الموالية قبل أن تتراجع تحت تأثير الأزمة العالمية، التي اندلعت في خريف 2008. وكان خبير في المعهد الوطني للبحث الزراعي، شدد على أن تلبية حاجيات السكان من الحليب واللحوم الحمراء، يستدعي إنتاج ثلاثة ملايير وحدة من الكلإ، في أفق سنة 2020، موضحا أن "مليارين من الإنتاج يتعين أن يأتيان من زراعة الكلأ، وعن طريق توسيع المساحات المخصصة لهذه الزراعة، من خلال تنويع وتطوير مستويات الإنتاج والتحكم في طرق الاستخدام والصيانة". وأضاف الخبير أن الحاجيات في أفق سنة 2020 تناهز 2.22 مليار لترمن الحليب، وأكثر من 523 مليون طن من اللحوم الحمراء، ما يقتضي، في نظره، إنتاجا إضافيا يقدر ب 1.35 مليار لتر من الحليب، و153 ألف طن من اللحوم الحمراء، إلى غاية 2020، مشددا على أن تطوير أنماط تغذية القطيع أضحى ضرورة ملحة، من أجل تحقيق هذا الهدف.