"هذا عار، هذا عارْ، الثقافة في خطر"، "حميشْ سيرْ فحالكْ، الثقافة ماشي دْيالكْ"، "سوى اليوم، سوى غدا، التغيير ولا بْدّا"، "اليوم، اليوم ماشي غدا، التغيير ولا بْدّا"... هذه بعض الشعارات التي رددها المحتجون أمام وزارة الثقافة في الوقفة التي نظمها كل من اتحاد كتاب المغرب وبيت الشعر والائتلاف المغربي للثقافة والفنون، يوم الثلاثاء الماضي، مطالبين بتنحي بنسالم حميش. وقد شارك في الوقفة العديد من الفنانين والكتاب والمثقفين، نددوا بما أسموه "عبثية القرارات" التي يتخذها الوزير، والتي وصفوها ب"غير المسؤولة". وقد عرفت الوقفة، التي دامت حوالي الساعتين، حضور ما يقرب 500 فنان ومبدع من مختلف المجالات، المسرحية والسينمائية والشعرية، بالإضافة إلى مجموعة من الفنانين التشكيلين والشعراء، الذين استنكروا "سياسة التهميش" التي تنهجها الوزارة الوصية، كما طالبوا بمخاطَب جديد، بدل وزير الثقافة الحالي الذي يفتقر -على حد قولهم- لرؤية أو تصور لتدبير المشهد الثقافي الذي يعاني من أوضاع وصفوها ب"المتردية". ودعا المشاركون في الوقفة وزارة الثقافة إلى إشراك الفاعلين المنتجين في حوار ثقافي مسؤول وإلى تفعيل قانون خاص بالفنان و"عدم الاستخفاف بالمكونات الثقافية وعدم إفراغ جائزة المغرب للكتاب من مصداقيتها ومن قيمتها الرمزية والأخلاقية". وفي كلمة باسم المنظمات الثلاث، قال عبد الرحيم العلام، عن اتحاد كتاب المغرب، إن هذه الوقفة "لحظة للدفاع عن الكرامة والاحتجاج" على ما وصفه ب"التردي" الذي وصل إليه المشهد الثقافي في المغرب، مضيفا أن الوقفة مناسبة للتنبه والاحتجاج على "عدم احترام الوزارة لالتزاماتها وشركائها وللقاعدة الأساسية للإنتاج الفكري والأدبي والفني"، وقال إن "هموم المثقفين والمبدعين هموم وطنية كبرى"، مضيفا أن المثقفين، و"في الوقت الذي أملوا خيرا في الدفع بقطاع الثقافة نحو المستقبل، وجدوا أنفسهم أمام "لحظة انقطاع كبرى تميزت بالإجهاز على المكتسبات". وفي السياق ذاته، أكد حسن النفالي، نائب رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، أن الوقفة كانت بسبب التدبير "السيئ" للشؤون الثقافية، بعد أن باءت جميع الحلول مع الوزارة الوصية بالفشل، زيادة على ما أسماه النفالي ردود الفعل السلبية الصادرة عن حميش، والتي لم تساهم -حسب قوله- في تطوير أداء وزارة الثقافة، بل أجهزت على مجموعة من المكتسبات وأدت إلى غياب واضح للتواصل والحوار بين الوزارة والمثقفين. وقد جاءت هذه الوقفة في إطار مواصلة هذه المنظمات الثلاث حركتها الاحتجاجية ضد السياسة الثقافية التي ينهجها بنسالم حميش، حيث خاضت المنظمات الثلاث سلسلة من الأساليب تجلّت في مجموعة البيانات التي أصدرتها مؤخرا، والتي عبّرت فيها عن مقاطعتها معرض الكتاب، الذي أقيم في الشهر الماضي في الدارالبيضاء. وكانت أكثر من 10 هيآت ثقافية وفنية ونقابية نظمت ثوم الاثنين الماضي ندوة طالبت فيها برحيل الوزير الحالي وبإعداد مذكرة تظلم لرفعها إلى الملك محمد السادس، تعبيرا عن الأضرار التي لحقت المجال الثقافي.