لم يكن يخطر ببال أم الطفلة «ر. أ.» أن فلذة كبدها (في ربيعها السابع) ستتعرض لهتك عرضها على يد جارها «ب. أ.»، المتزوج والبالغ من العمر 50 سنة، والأب لستة أبناء، اثنان منهم دخلوا قفص الزوجية... لم يمر يوم 8 مارس، الذي يصادف عيد المرأة في حياة «ر. أ.»، أم الضحية، عاديا كباقي أيام السنة، حينما راودتها شكوك عن مصدر درهمين وجدتهما في حوزة ابنتها الصغيرة، إذ لما استفسرتها عن مصدرهما أجابت ببراءتها أن «عمها» الجار من منحها إياها. ولما حاولت الأم معرفة طبيعة «الخدمة» التي قدمتها له، مقابل حصولها على الدرهمين، كان رد الصغيرة كرصاصة طائشة اخترقت قلب الأم المفجوع، عندما صارحتها بحقيقة حصولها على المبلغ الزهيد مقابل استغلال براءتها في قضاء نزوة شاذة من طرف «الجار»... حينئذ أصيبت الأم المكلومة بانهيار عصبي حاد من هول الخبر ووقع صدمته عليها، وهي تستمع إلى رواية ابنتها حول وقائع قصة اغتصابها، فقد حكت الطفلة أنها كانت في ذلك اليوم تلعب رفقة ابنة المتهم (في نفس سنها) أمام منزلهم وما هي إلا لحظات حتى توجه المتهم نحوهما وسلم لكل واحدة منهما درهمين وطلب من ابنته مغادرة المكان، لينفرد بالضحية القاصر «ف. ش.» في حظيرة مجاورة وقام بنزع سروالها وتقبيلها وممارسة الجنس عليها بكل سادية وبشكل سطحي. توسلت الطفلة الجاني غير ما مرة من أجل الكف عن هذه الأفعال، التي لم تتعود عليها من قبل، مستفسرة إياه إن كان يفعل نفس الشيء مع ابنته الصغيرة، التي كانت تقاسمها لعب الطفولة، إلا أن الجار لم يعر كلامها وتوسلاتها أي اهتمام واستمر في ممارسته الدنيئة إلى أن قضى وطره وانصرف، معتقدا أن أمره لن ينكشف، بسبب الثقة والعلاقة الحميمية التي تربط بين الأسرتين الجارتين. بعد أن استرجعت الأم المكلومة أنفاسها من هول ما سمعت على لسان فلذة كبذها، قررت التوجه بصحبة الصغيرة صوب مقر الشرطة القضائية الإقليمية في شيشاوة لوضع شكاية في الموضوع، حيث فتح الضباط المداومون محضر استماع إلى تصريحات الأم وابنتها حول وقائع هتك عرض الأخيرة. وبعد إشعار النيابة العامة في محكمة الاستئناف في مراكش بهذا الأمر، تم استدعاء المتهم وإخضاعه لإجراءات البحث التمهيدي. في بداية الأمر، أصرّ الفاعل على الإنكار ونفي التهم الموجهة له، غير أن عناصر فرقة التحقيق واجهته بمجموعة من الأدلة والحقائق الدامغة حول ارتكابه الجرم، ومن بينها بقايا منيه العالقة بسروال الضحية، لينهار بعدها ويدخل في بكاء هستيري ويعترف بجرمه، ليعمد إلى سرده تفاصيل عملية الاغتصاب، والتي جاءت متطابقة لتصريحات الطفلة المغتصبة، قبل أن يبدي ندما وأسفا شديدين على فعلته. وبعد إقفال محضر أقواله، ربطت عناصر فرقة التحقيق الاتصال بالوكيل العام للملك في استئنافية مراكش، لتلَقي التعليمات، حيث تقرر وضع المتهم رهن الحراسة النظرية، في انتظار تقديمه أمام أنظاره في حالة اعتقال، حيث جدد اعترافه أمام النيابة العامة بكل التهم المنسوبة إليه، لتتقرر إحالته -في حالة اعتقال- على غرفة الجنايات في محكمة الاستئناف في مراكش، بتهمة هتك عرض قاصر.