تبدأ اليوم الجمعة فعاليات مؤتمر عالمي لأمازيغيي ليبيا بجزر كناريا بإسبانيا. وقالت المصادر إن منظمي المؤتمر اختاروا عقد هذا اللقاء الذي قدم على أنه يعد الثالث من نوعه لأمازيغ ليبيا ب«لاس بالماس» بجزر كناريا، نظرا لتسهيل إجراءات اللقاء من قبل حكومة محلية بهذه الجزر، تعتبر الأقرب إلى الخطاب الأمازيغي مقارنة مع غيرها من الحكومات، وخصوصا منها التي تتولى تدبير الشؤون السياسية بدول شمال إفريقيا. وكانت عاصمة كناريا هي ذاتها التي احتضنت المؤتمر الأول لمنظمة الكونغريس العالمي الأمازيغي في سنة 1997، بعد أن عقد مؤتمره التأسيسي ببلدة سان روم دو دولان الفرنسية. وأوردت المصادر أن عددا من الشخصيات المحسوبة على الحركة الأمازيغية في مختلف دول شمال إفريقيا ستشارك في أشغال هذا المؤتمر. فمن المغرب، يشارك أوزين أحرضان، نجل الزعيم الحركي المحجوبي أحرضان، وإلى جانبه أحمد الدغرني، رئيس الحزب الديمقراطي الأمازيغي المغربي والذي صدر قرار قضائي ابتدائي بالرباط يقضي بحله. أما عن الجزائر، فيشارك كل من لونيس بلقاسم، رئيس الكونغريس العالمي الأمازيغي، وفرحات مهني، المغني القبائلي المعروف ورئيس حركة الحكم الذاتي لمنطقة القبائل. ومن المنتظر حضور الأب الروحي للملتقى الليبي خالى فاضل المسعودي، وعيسى عبد المجيد منصور، رئيس جبهة التبو، إضافة إلى القيادي الكناري توماس كونتانا، والذي يترأس حركة شعبية تطالب باستقلال كناريا عن إسبانيا وعودتها إلى ما يسميه بجذورها الإفريقية. وكان «ملتقى امازيغ ليبيا» قد عقد دورته الأولى في أگادير. وتميزت هذه الدورة التي احتضنتها إحدى الفيلات المطلة على شاطئ أكادير بالسرية التامة، كما أن دورته الثانية نظمت في مدينة مكناس، وأحيطت بدورها بالسرية. هذا قبل أن يحط المعارضون الأمازيغ لسياسة القذافي رحالهم بجزيرة لاس بالماس الإسبانية. وتوجد بالمغرب فعاليات أمازيغية ليبية معارضة تعمل في مجال المال والأعمال. وتشارك هذه الفعاليات في أغلب الأنشطة الجمعوية الأمازيغية في المغرب. وهي عكس المعارضة الإسلامية واليسارية التي تتخذ أغلب فعالياتها من بريطانيا ملاذا لها ولتحركاتها ضد النظام الليبي. وطبقا للمصادر ذاتها، فإن برنامج اليوم الجمعة سيشهد إلقاء كلمة الليبي المعارض فاضل المسعودي، والذي قدم على أنه الرئيس الشرفي للملتقى. كما سيشهد اليوم الأول من اللقاء إلقاء كلمة من قبل الكناري ذي الميولات الاستقلالية توماس كونتانا، وذلك إلى جانب ممثل جبهة إنقاذ التبو، عيسى عبد المجيد وممثل الطوارق ولونيس بلقاسم، رئيس الكونغريس العالمي الأمازيغي والمغني فرحات مهني والمغربي أحمد الدغرني. وذكرت المصادر أن الملتقى سيناقش إمكانيات «تفعيل العمل الحقوقي الأمازيغي داخل ليبيا، في مواجهة تمنّع وتملص النظام من الاعتراف الرسمي بالوجود الأمازيغي الليبي، والالتزام بكل ما يترتب عن ذلك الاعتراف من استحقاقات». وفي السياق ذاته، كانت فعاليات أمازيغية ليبية قد انتقدت خطابات سبق أن صدرت من قبل نجل العقيد الليبي سيف القذافي بخصوص مستقبل الأمازيغية، واصفة الوعود الصادرة عن ابن العقيد ب«المناورات السياسية التي يراد منها كسب التأييد الشعبي». وقال بيان صدر مؤخرا عن «مجموعة تاويزا للعمل الامازيغي»، وهي مجموعة تنشط في داخل ليبيا، إن «ما جاء في الخطاب إنما هو محاولة جديدة من قبل النظام الحاكم في ليبيا للتلاعب بالليبيين وتضليل الرأي العام الليبي والدولي». وطلب البيان من نجل العقيد تحديد الصفة القانونية التي يتحدث بها «وما يمثله قانونيا ليتحدث في أمور تهم المصلحة الوطنية والشأن الليبي العام». كما طالب البيان بفتح تحقيقات في العديد من «قضايا المغدور بهم» من أبناء الحركة الأمازيغية، في إشارة إلى لائحة أسماء تقدم من قبل نشطاء الأمازيغية على أنها ذهبت ضحية ما تسميه بقمع النظام الليبي. ودعا البيان إلى إعادة الاعتبار للهوية والثقافة الأمازيغية.