سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تنسيقية الدفاع عن الخدمات الصحية تحتج أمام المستشفى الإقليمي وتطالب بالتحقيق نائب المدير : «إيجابياتنا موثقة وعدد المستفيدين من خدمات المستشفى يقارب عدد سكان المدينة»
احتج أول أمس الخميس العشرات من سكان مدينة تيزنيت المنضوين تحت لواء التنسيقية الإقليمية للدفاع عن الخدمات الصحية بالمستشفى الإقليمي الحسن الأول للمرة الثانية على التوالي في ظرف شهر واحد، أمام المركز الاستشفائي بتيزنيت، ضد ما أسموه «الفساد وتردي الخدمات الصحية وصم الآذان». وخلال التظاهرة التي شهدت إنزالا أمنيا مكثفا بمحيط المستشفى وبكافة الأزقة والأحياء المحيطة به، رفع المحتجون شعارات تؤكد على سلمية التظاهر وعلى استغراب ما وصفوه ب«التشدد الأمني» الذي لم يكن بنفس المستوى خلال التظاهرة الأولى، وخلال مسيرة 20 فبراير الأخيرة، وقالوا إن هذا النوع من التظاهر «لا يحتاج إلى هذا التمترس الأمني الذي يعطي – حسب قولهم – انطباعا بكون الجهات الرسمية تدافع عن واقع الفساد والرشوة وإهانة كرامة الإنسان والمرضى بهذا المستشفى عبر الابتزاز والرشوة وغيرهما، كما حرص المحتجون على توجيه تحية للأطر الطبية والتمريضية التي وصفوها ب«الشريفة»، وعلى توجيه رسائل مباشرة إلى عامل إقليمتيزنيت، حملوه خلالها مسؤولية الوضع الاستشفائي بمركز الإقليم، وطالبوه بالتدخل العاجل وإيجاد حل سريع للمطالب التي رفعوها في اليافطات والشعارات المختلفة، كما طالبوا بإيفاد لجنة للتحقيق في ثروات من أسموهم ب«رموز الفساد بالمستشفى ومحاسبتهم»، ودعوا في مقابل ذلك، إلى تنحية الفاسدين بهذا القطاع الحيوي بالمدينة، كما أعلنوا تضامنهم مع ضحايا الابتزاز من المواطنين والمواطنات من طرف بعض العاملين بالمستشفى، واستنكروا ما قالوا إنه «افتقار المستشفى للتجهيزات الطبية الضرورية والمتصلة بحياة المرضى المفروض توفرها في كل مستشفى إقليمي متعدد الاختصاصات»، وأعلنوا عزمهم على مواصلة مسارهم الاحتجاجي الرامي إلى «فضح كل الخروقات ومحاربة رموز الفساد من أجل الرفع من المردودية وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة بالإقليم، وإفساح المجال للطاقات الغيورة على مصلحة المواطنين». من جهته، أكد الدكتور عبد الله حميتي، نائب مدير المستشفى الإقليميلتيزنيت، أن بيان المحتجين تحدث أكثر عن السلبيات، في الوقت الذي يشهد فيه المستشفى إيجابيات كثيرة موثقة بالمقارنة مع مستشفيات أخرى من نفس المستوى، مشيرا إلى أن المستشفى يستقبل مرضى من خارج الإقليم، كما يستقبل عددا كبيرا من الأشخاص المؤمنين، وهو مؤشر دال –يقول المتحدث- على جودة الخدمات المقدمة داخل المستشفى، مضيفا في تصريح ل«المساء» أنه «خلال سنة 2010 استفاد من الفحص الطبي داخل المستشفى 53 ألفا و709 أشخاص، وهذا الرقم يقارب عدد سكان المدينة، أي بزيادة 22 ألف حالة بالمقارنة مع سنة 2007، التي شهدت فحص 31 ألف شخص بمختلف التخصصات، كما بلغ عدد المرضى الذين استفادوا من الخدمات الاستشفائية برسم نفس السنة 11 ألفا و931 شخصا، فيما لم تتعد نسبة الوفيات 1 بالمئة من مجموع المرضى المعالجين»، واستطرد حميتي قائلا إن «الأرقام تشهد على نفسها، وتؤكد على جودة الخدمات، كما أن الطاقم العامل بالمستشفى يسمع يوميا عبارات التقدير من أفواه المرضى وذويهم»، مشيرا إلى أن «الوزارة راضية على خدمات المستشفى من خلال منحه جائزة نوعية خلال سنة 2008»، ومؤكدا على أن الإنجازات المذكورة «تمت بفضل عمل الفريق»، وأن «تحقيقها لا يعني أننا وصلنا إلى درجة الكمال، فالكمال لله – يقول المتحدث- ونحن دائما نطمح للأحسن، ولا يمكن حل الإشكالات المطروحة إلا بوجود حوار بناء ومسؤول بين جميع الأطراف المعنية والمتدخلة في القطاع».