جرت مراسيم دفن الشاب المتوفى على خلفية إصابات تعرّض لها في خضم أحداث مدينة صفرو، مساء أول أمس الخميس، حوالي الساعة الخامسة والنصف، في ظروف غير عادية. ولم يحضر مراسيم دفن الشاب كريم الشايب الذي وصفه المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ب»شهيد حركة 20 فبراير» سوى والده وجده و3 أفراد من جيران العائلة وأفراد ينتمون إلى أجهزة السلطة. وقد ووري جثمان الشاب، البالغ من العمر 21 سنة، والذي توفي مساء يوم الأربعاء الماضي في المستشفى الإقليمي محمد الخامس في مقبرة «حي بودرهم» في محيط المدينة، دون أن يحضرها حقوقيو الجهة وعدد من الفعاليات السياسية في المنطقة، في وقت دعت فيه بعض هذه الفعاليات إلى المشاركة في تشييع الجنازة. وقد أعاد انتشار خبر وفاة هذا الشاب أجواء الاحتقان إلى «سماء» المدينة الملبدة ب«غيوم» انفلات وقع عشية احتجاجات يوم الأحد الماضي، أسفر عن إلحاق أضرار بواجهات عدد من المؤسسات العمومية والخاصة، ضمنها المجلس البلدي والعمالة والوكالات البنكية والمقاهي والمحلات التجارية والسيارات. وقد سبق للمدينة أن عاشت أحداث «انتفاضة» 23 شتنبر من سنة 2007، بعدما خرج العشرات من المواطنين إلى الشارع احتجاجا على غلاء أسعار المواد الأساسية وتدهور أوضاعهم الاجتماعية. ونقلت بعض المصادر الحقوقية أن هذا الشاب أصيب في احتجاجات 20 فبراير في خضم تدخل أمني لتفريق المتظاهرين في أنحاء متفرقة من جسده، ما استدعى نقله إلى قسم المستعجلات في المستشفى الإقليمي، الذي ظل يتلقى فيه العلاج إلى حدود مساء يوم الثلاثاء الماضي، تاريخ مغادرته له. لكن تدهور حالته الصحية عجّل بنقله -من جديد- إلى المستشفى، حيث توفي، لتُنقَل جثته إلى المستشفى الجامعي في فاس. وقالت المصادر إن السلطات القضائية أمرت بتشريح الجثة وبإعداد تقرير حول ملابسات الوفاة. وفي السياق ذاته، عمدت مصالح المستشفى الإقليمي إلى نقل الحقوقي عبد المولى الكنوني، الذي تعرض لإصابات وصفت بالبليغة في مختلف أنحاء جسمه نتيجة اعتداء على أيدي مجهولين، إلى المستشفى الجامعي في فاس. وفي علاقة بموضوع احتجاجات يوم الأحد الماضي، قرر قاضي التحقيق في محكمة الاستئناف في فاس، يوم الأربعاء الماضي، الإبقاء على حوالي 13 طالبا، جلهم يتابعون دراستهم في المركب الجامعي «ظهر المهراز»، رهن الاعتقال الاحتياطي في السجن المحلي «عين قادوس»، مع تحديد يوم ثاني مارس المقبل كتاريخ لمواصلة التحقيق معهم في التُّهَم الموجهة لهم، والتي تتعلق بتخريب الممتلكات العمومية والخاصة وإهانة عناصر القوات العمومية أثناء مزاولة مهامها ووضع متاريس في الطريق العمومية والتظاهر بدون ترخيص وإضرام النار. وقد شهدت الأحياء الشعبية المجاورة للمركب الجامعي «ظهر المهراز»، مساء يوم الثلاثاء الماضي، مواجهات عنيفة بين الطلبة القاعديين والقوات العمومية، استُعمِلت فيها القنابل المسيلة للدموع والرشق بالحجارة، واستمرت لحوالي 5 ساعات انتهت، في وقت متأخر من الليل، باقتحام الحي الجامعي واعتقال عدد من الطلبة. وقد شهدت كل من فاسوصفرو أحداث شغب عقب احتجاجات 20 فبراير الجاري، نجمت عنها أضرار كبيرة لحقت عددا من المحلات التجارية في عدد من الأحياء الشعبية، إلى جانب مؤسسات عمومية ووكالات بنكية. ولم يعد الهدوء إلى هذه الأحياء في بداية الأسبوع الجاري إلا بعد تدخلات أمنية استعملت فيها القوات العمومية القنابل المسيلة للدموع.