بعد يومين من «الهدوء» في مدينة صفرو، التي شهدت احتجاجات يوم الأحد الماضي، انتهت ب«أعمال شغب»، عادت أجواء «الاحتقان» لتخيم من جديد على هذه المدينة، التي تعيش أوضاعا اجتماعية توصف بالصعبة، بعد انتشار خبر وفاة شاب تقول بعض الفعاليات الحقوقية في المنطقة إنه تعرض لاعتداء عنيف من قبل رجال أمن أثناء مشاركته في احتجاجات مساء يوم الأحد الماضي. وقد توفي الشاب «ك. ش.»، البالغ من العمر 21 سنة، ليلة الأربعاء-الخميس في المستشفى الإقليمي محمد الخامس، بعدما نُقل إليه من قبل أفراد عائلته، بسبب تردي وضعه الصحي. وقالت بعض الفعاليات الحقوقية في المدينة ل«المساء» إن هذا الشاب، الذي كان يمتهن الخياطة، شارك في تظاهرات يوم الأحد الماضي وتعرض، على إثر التدخل الأمني لتفريقها، للضرب في مختلف أنحاء جسمه، وتم نقله إلى المستشفى الإقليمي لتلقي العلاجات، ومكث بهذا المستشفى إلى حدود يوم الثلاثاء الماضي، حيث غادره في اتجاه بيت العائلة، لكن وضعه الصحي تدهور مساء يوم الأربعاء، ما عجل بنقله من جديد إلى المستشفى، إلا أن التدخلات الطبية لم تنفع في إنقاذ حياته. وتحدثت المصادر ل«المساء» عن أن السلطات القضائية أمرت بفتح تحقيق في ملابسات وفاة هذا الشاب وأمرت بتشريح جثته. وبناء على هذه التعليمات القضائية، نقلت جثته إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني. وقد سبق لمدينة صفرو أن عاشت أحداث «انتفاضة» في 23 شتنبر 2007، اعتقل على إثرها ثلاثة حقوقيين (عز الدين المنجلي وبدر عرفات وكمال المريني) إلى جانب ما يقرب من 40 مشاركا في هذه الأحداث التي اندلعت على خلفية احتجاجات ضد غلاء المعيشة. وعرفت احتجاجات يوم الأحد الماضي «أعمال شغب» أدت إلى تكسير واجهات عدد من المؤسسات، منها مقر العمالة ومقر المجلس البلدي والقباضة والخزينة العامة وحوالي 9 وكالات بنكية ومؤسسة «لانابيك» وغيرها. وحاول بعض «المحتجين» إضرام الحريق في عجلات مطاطية بالقرب من الباب الرئيسي للسجن المحلي، لتتدخل عناصر الوقاية المدنية وبعض المواطنين لإخمادها. كما تدخلت القوات العمومية لتفريق «المحتجين» الذين وصفوا ب»البلطجية». وخلف هذا التدخل إصابات في حق عدد من شبان المدينة. فيما قالت الفعاليات الحقوقية إن بعض نشطاء المدينة تعرضوا لاعتداءات من قبل عناصر قيل إنها تنتمي إلى أجهزة الأمن، ومن هؤلاء النشطاء عز الدين المنجلي، الكاتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي، والذي تعرض لإصابات في الرأس، نقل على إثرها إلى قسم المستعجلات في المستشفى الجامعي الحسن الثاني، قبل أن يغادره ليعود مجددا لتلقي العلاج في مصحة خاصة في مدينة فاس. كما تعرض عبد اللطيف البوكيلي، 28 سنة خياط، ويقدم على أنه عنصر فاعل في احتجاجات سكان المدينة العتيقة لصفرو من أجل الحصول على سكن، لإصابات في الرجلين ورضوض في الرأس. وقد اتهم نشطاء حقوقيون في المدينة عناصر الأمن بالاعتداء عليه. وقال تقرير للجنة المعتقل وهي لجنة مقربة من فصيل النهج الديمقراطي القاعدي إن هذا الشاب عانى من «الإهمال» في مستشفى الحسن الثاني في فاس.