ترتبط صورة الرياضيين في ذاكرة المتتبعين بما يقدمونه من أداء فوق أرضية الميدان، وما يحققونه من ألقاب، لكن خلف هذا الوجه الرياضي، هناك وجه آخر خفي. في هذه السلسلة من الحوارات تقدم «المساء» للقارئ ما لا يعرفه عن الرياضيين. - كيف بدأت علاقة حيسو بألعاب القوى؟ < لقد بدأت منذ الصغر، إذ كنت أعدو باستمرار دون أن أكون منتميا لأي ناد، لكن في سنة 1987 التحقت بفريق قصبة تادلة، وأذكر أن أول مشاركة لي كانت ببوسكورة إذ خضت سباقا في العدو الريفي، كنت وقتها ضمن فئة الصغار. - ما الذي تذكره عن هذه المرحلة؟ < في مرحلة الدراسة في الإعدادي كان معظم التلاميذ يمارسون كرة القدم، أما أنا فكنت أطلب من الأساتذة أن يسمحوا لي بالجري. - وكيف حدث التحول في مسارك الرياضي؟ < في موسم 1988/1989 طلب مني العمراني الذي كان وقتها مديرا لديوان وزير الشبيبة والرياضة أن ألتحق بمدرسة سعيد عويطة لألعاب القوى ضمن فئة الفتيان. - من هو أول مدرب أشرف على تداريبك؟ < عندما التحقت بمدرسة سعيد عويطة، كان عويطة في أوجه، أما أنا فكنت لا أزال ضمن فئة الفتيان لذلك لم أتدرب معه، أما أول من أشرف على تداريبي فهو المدرب بوتقيوت، حيث أشرف على تداريبي في 5000 متر، علما أنني في البداية كنت أعدو دون أي تخصص. - وكيف وفقت وقتها بين الرياضة والدراسة؟ < لقد انقطعت عن الدراسة في مستوى الرابعة إعدادي مباشرة بعد التحاقي بمدرسة عويطة، لأنه لم يكن ممكنا التوفيق بينهما. - هل شجعتك العائلة على الانقطاع عن الدراسة؟ < الوالد كان لا حول له ولا قوة، وعندما أخبرته بأنني سأنقطع عن الدراسة قال لي القرار بيدك، لذلك فلم يتحمل أي أحد من العائلة مسؤولية القرار الذي اتخذته، وإضافة إلى ذلك فإنني عشت ظروفا قاهرة. - ما الذي تقصده بالظروف القاهرة؟ < لقد ولدت في دوار يبعد عن قصبة تادلة بحوالي 5كيلومترات، بمعنى أنني كنت أعيش في جزيرة معزولة، ثم عندما انتقلت إلى مرحلة الإعدادي انتقلت إلى دار الطالب وقضيت بها ثلاث سنوات. - ما الذي تذكره عن مرحلة دار الطالب؟ < أولا دار الطالب أعفتني من عناء كراء غرفة بقصبة تادلة لأتابع دراستي، كما أنها علمتني الانضباط وسمحت لي بأن أمارس الرياضة، إذ كنا نشارك باستمرار في مسابقات ألعاب القوى. - ما هو أصعب موقف واجهته؟ < عندما انقطعت عن الدراسة، فالأمر كان مغامرة حقيقية بالنسبة إلي، لأنني لم أكن أعرف إذا ما كنت سأصبح بطلا أم لا، لأن كثيرين اختاروا ألعاب القوى ولم يتفوقوا. هل شعرت بالندم لانقطاعك عن الدراسة؟ بالتأكيد، والندم أشعر به اليوم أكثر من السابق، فالدراسة أهم من الألقاب والأرقام القياسية، فهي المستقبل الحقيقي، وهي التي تعطي للمرء رؤية حقيقية للحياة في مرحلة ما بعد الاعتزال، لذلك فالمفروض أن تتم المزاوجة بين الدراسة والرياضة. - ما الذي تغير بالنسبة لحيسو بعد الاعتزال؟ < قد أفاجئك إذا ما قلت لك أنني لازلت أتدرب كما لو أنني أستعد للمشاركة في إحدى البطولات. - والسبب؟ < حتى لا أشعر بالفراغ، لأن حياة الرياضي بعد الاعتزال تتبدل كليا.