ترتبط صورة الرياضيين في ذاكرة المتتبعين بما يقدمونه من أداء فوق أرضية الميدان، وما يحققونه من ألقاب، لكن خلف هذا الوجه الرياضي، هناك وجه آخر خفي. في هذه السلسلة من الحوارات تقدم «المساء» للقارئ ما لا يعرفه عن الرياضيين. - كيف بدأت علاقتك بالرياضة؟ < بدأت علاقتي بالرياضة في إطار المدرسة بمدينة مراكش، وحتى عندما انتقلت العائلة إلى مدينة الرباط سنة 1982 فقد تابعت ممارستي لها. - وكيف جاء اختيارك لألعاب القوى دون غيرها من الرياضات؟ < أذكر أنني كنت أمارس كرة القدم كباقي الأطفال، لكن بثانوية ابن رشد بيعقوب المنصور التي أنجبت عددا من الأبطال، أجريت اختبارات لاختيار الرياضيين الذين سيشاركون في الألعاب المدرسية. وقد بدأت الاختبارات على صعيد القسم إذ حللت في المرتبة الأولى، ثم على صعيد المؤسسة وعلى الصعيد الجهوي حيث كنت صاحب المركز الأول، أما عندما شاركت في البطولة المدرسية فقد كنت صاحب الصف الثالث، وأذكر أن سباق العدو الريفي عرف مشاركة كل من خالد السكاح وصلاح قوقيش. - ومن كان وراء اختيارك لممارسة العدو؟ < إنه أحد أساتذة الرياضة المسمى عمار بوجمعة فقد كان يقول لي إن لدي مؤهلات جيدة وأن بإمكاني المضي قدما في العدو، لذلك فقد ألحقني بنادي الأولمبيك المغربي. - ما الذي تذكره عن هذه المرحلة؟ < أذكر أنني كنت أضطر لقطع مسافة طويلة مشيا على الأقدام لأصل إلى ملعب الجيلالي العوفير لأخوض التداريب. - وبالنسبة لاختيارك لسباقات الموانع، من كان وراءه؟ < إنه الأستاذ نفسه الذي تحدثت عنه فقد كان يرى أنني أتوفر على قامة طويلة لذلك نصحني بأن أتخصص في 3000 متر موانع. - وبالنسبة للدراسة؟ < لقد وجدت نفسي مضطرا للتوقف عنها، لأنه في سنة 1986 التحقت بمنتخب الشبان وشاركت مع المنتخب الوطني في البطولة العربية لألعاب القوى بمصر، ثم منتخب الأمل، وفي موسم 1987/1988 أذكر أن عويطة طلب مني الالتحاق بالبيضاء للتدرب معه، وقد شعرت وقتها بفرحة كبيرة فأن تتدرب مع عويطة فقد كان أمرا رائعا لقيمته كبطل كبير، وأذكر أننا وقتها كنا نقيم بمنزل عويطة ببوسكورة، رفقة كل من عوام وبوطيب ومنصف ولشعل، وهؤلاء كلهم نجحوا في التأهل إلى أولمبياد سيول 1988. - والعائلة ألم تعارض انقطاعك عن الدراسة؟ < نهائيا، لأنني وقتها بدأت أثبت ذاتي وأربح السباقات. - ما هو أصعب موقف واجهته؟ < إنها الإصابات التي كانت تلاحقني، ففي أولمبياد برشلونة كنت مؤهلا لإحراز ميدالية لكنني أصبت قبل البطولة، وحصل لي الأمر نفسه في بطولة العالم بغوتبورغ إذ اصطدمت بالحاجز في دور نصف النهاية وتعرضت لكسر في يدي. - وبالنسبة لزواجك من البطلة العالمية نزهة بيدوان كيف بدأت فصوله؟ < التقيت بيدوان سنة 1988 بمعهد مولاي رشيد، وأذكر وقتها أنها كانت تبحث عن مدرب ليشرف على تداريبها في 400 متر حواجز، فاقترحت عليها عزيز داودة، وأذكر وقتها أنه طلب منا مهلة ليفكر في الموضوع قبل أن يقرر الإشراف على تداريبها، لذلك يمكن القول أن بيدوان أعادت داودة للتدريب. وقد تزوجنا في 25 دجنبر 1992، ومباشرة بعدها كنت قد فزت بلقب دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1993. - ما هي إيجابيات الزواج من رياضية؟ < أعتقد أنها كثيرة خصوصا إذا كان الزوجان رياضيين معا، إذ يكون هناك استقرار ثم أنهما يتفهمان حاجيات بعضهما، لذلك يمكنني القول أنه كان مفيدا لنا معا. - في البداية كنت معروفا أكثر من بيدوان، ثم في مرحلة لاحقة سيحدث العكس بعدما فازت باللقب العالمي، كيف تعايشت مع هذا التحول؟ < بروح رياضية وبفرح، لأنني كنت أقيم أنا وبيدوان في منزل واحد منذ سنة 1992، وقد حصلت على لقبها العالمي الأول سنة 1997 بأثينا، لذلك فقد كنت سعيدا بما حققته أولا لأن بيدوان تملك إصرارا كبيرا على التألق، فقد كانت قد تعرضت للإصابة وأذكر أن المديوري الرئيس السابق للجامعة قد نقلها إلى فرنسا للعلاج وأجرت عملية جراحية وتألقت بعدها. - وكيف كنت تتابع المسابقات النهائية التي كانت تشارك فيها؟ < في سنة 1997 كنت واثقا من فوز بيدوان باللقب العالمي، إذ كانت في قمة مستواها، لذلك تابعت السباق النهائي مباشرة، أما في باقي الدورات فبرغم ثقتي في قدراتها فقد كنت أحرص على تسجيل السباق ثم متابعته، وأذكر أنه في بطولة العالم بإدمونطون قد سمعت زغاريد والدتها فعرفت أنها أحرزت اللقب. - وماهي اهتماماتك اليوم؟ < أبنائي بالدرجة الأولى، كما أحرص على تأطير مجموعة من الشباب بنادي الأولمبيك المغربي