في تطور خطير لملف الهجرة السرية نحو ايطاليا الذي انفجر في الأيام القليلة الماضية، أعلنت وزارة الخارجية التونسية في بيان أصدرته، مساء أمس الأحد، «رفض» تونس «القاطع» لطلب وزير الداخلية الإيطالي روبرتو ماروني إرسال قوات إيطالية إلى تونس لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين انطلاقا من سواحل تونس نحو جزيرة لامبدوزا الإيطالية. وكان ماروني قال في وقت سابق أمس لتلفزيون إيطالي «سأطلب من وزير الخارجية التونسي السماح لقواتنا بالتدخل في تونس لوقف عمليات تدفق المهاجرين» بعد أن وصل خلال الأيام الأخيرة إلى جزيرة لمبدوزا نحو 5 آلاف مهاجر غير شرعي «أغلبهم تونسيون» انطلقوا من الشواطئ التونسية. وتحدث الوزير الايطالي عن «مساعدة لوجستية في معدات قوات الشرطة ووضع وسائل مهمة برية وبحرية لمراقبة السواحل التونسية» بتصرف تونس. وكانت وزارة الخارجية التونسية قالت الاثنين إن السلطات الانتقالية في تونس «مستعدة للتعاون» مع الدول الأخرى لوقف تدفق مهاجرين تونسيين غير شرعيين الى اوروبا لكنها ترفض بشكل «قاطع اي تدخل في شؤونها الداخلية او مساس بسيادتها». وكانت الحكومة الايطالية أعلنت السبت حالة طوارئ انسانية امام تدفق الاف المهاجرين التونسيين غير الشرعيين الى سواحل البلاد، الامر الذي يسمح بتسريع اتخاذ اجراء لمكافحة هذه الظاهرة. وافاد بيان مقتضب للحكومة ان «مجلس الوزراء (...) اعلن حالة طوارئ انسانية بعد تدفق عدد كبير من المواطنين من افريقيا الشمالية الى جنوب اراضي البلاد. هذا القرار سيسمح باتخاذ هيئة الدفاع المدني اجراءات فورية للسيطرة على هذه الظاهرة ومساعدة المواطنين المهاجرين من دول افريقيا الشمالية». وذكرت وكالة الانباء التونسية ان شابا تونسيا غرق واعتبر اخر في عداد المفقودين السبت في غرق زورق ينقل 12 مهاجرا غير شرعي كانوا يحاولون الوصول الى اوروبا. وانشأ الدفاع المدني خلية ازمة للتعامل مع هذه المشكلة بشكل خاص. ووصل حوالى خمسة الاف مهاجر غير شرعي اغلبهم من التونسيين منذ الاربعاء الى سواحل لامبيدوزا، بحسب انطونيو مورانا قائد شرطة مرفأ هذه الجزيرة الصغيرة. وخلال يوم السبت الماضي وحده، وصل 214 مهاجرا غير شرعي الى لامبيدوزا على متن خمسة زوارق مختلفة، بحسب المصدر نفسه. وحددت قوات الامن الايطالية حوالى عشرة زوارق اخرى تتجه الى لامبيدوزا وكان اقربها على بعد حوالى 40 ميلا بحريا والابعد على نحو 70 ميلا. ومن غير المضمون ان ترسو كل هذه الزوارق على سواحل ايطاليا لان الطرادات العسكرية التونسية ترغمهم احيانا على العودة الى مرفأ الانطلاق. وفتحت السلطات الايطالية جسرا جويا واستعانت بعبارات لتخفيف الضغط عن جزيرة لامبيدوزا الصغيرة التي اكتظت بالمهاجرين. ونقل طالبو الهجرة الى مراكز تعريف وترحيل في صقلية او جنوب شبه الجزيرة الايطالية. وطلبت ايطاليا الجمعة المساعدة من الاتحاد الاوروبي لمواجهة تدفق المهاجرين غير الشرعيين، محذرة من خطر حصول «ازمة انسانية».