دعت الحكومة الإسبانية إلى مزيد من التحرك لمجموعة أصدقاء الصحراء من أجل إيجاد حل للنزاع، في الوقت الذي اختتمت الجولة الخامسة من المفاوضات غير الرسمية بين المغرب والبوليساريو دون تحصيل نتائج ملموسة، بينما شنت جبهة البوليساريو حملة على مدريد وانتقدت تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية ترينيدا خيمينيث. وطالبت رئيسة الديبلوماسية الإسبانية، خلال لقائها قبل يومين بالمبعوث الشخصي للأمين العام الأممي في النزاع كريستوفر روس، البلدان الخمسة المشكلة لما يسمى بمجموعة أصدقاء الصحراء، وهي الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا، إلى تكثيف جهودها والرفع من مستوى تمثيليتها داخل المجموعة في أفق إيجاد حل للنزاع في الصحراء، مضيفة بأن على هذه المجموعة أن تلعب دورا أكبر، وأن تعمل على دراسة مختلف المقترحات قبل اجتماعها المقبل الذي سينعقد على مستوى وزراء الخارجية للبلدان الخمسة. وقالت خيمينيث إن اقتراحها اجتماع دول المجموعة لقي ترحيبا لدى وزراء الخارجية، «لكنهم يريدون أن يكون لهذا اللقاء محتوى وأن يفرز اتفاقا بين الطرفين». وأعربت خيمينث عن رغبتها في أن تتقارب وجهات نظر الطرفين، المغرب والبوليساريو، بخصوص البحث عن حل سياسي متوافق عليه، مضيفة بأنه «من الصعب القول إنه من الممكن إيجاد حل على المدى القصير». وجاءت تصريحات المسؤولة الإسبانية، عقب تصريحاتها خلال الأسبوع الماضي، التي أكدت فيها استحالة إجراء الاستفتاء في الصحراء، وأن جبهة البوليساريو نفسها «تعترف بالطبيعة المعقدة لإجراء هذه الاستشارة، لأنها غير قادرة على تقديم إحصاء للأشخاص الذين يمكن لهم المشاركة فيه». وشنت البوليساريو حملة على الحكومة الإسبانية عقب تصريحات خيمينيث، معتبرة، على لسان ممثلها في مدريد، أن وزيرة الخارجية تقوم «بحملة وطنية ودولية حقيقية» ضدها، بسبب تأكيدها بأن إجراء الاستفتاء في الصحراء ذو طبيعة معقدة. وبعد خمس جولات من المفاوضات غير الرسمية، من أجل الشروع في مفاوضات حقيقية حول النزاع تحت رعاية الأممالمتحدة، بدأ ينتشر الاقتناع بأن الاستمرار في تلك الجهود ربما قد يكون مضيعة للوقت، خصوصا أن الطرفين لم يتوصلا إلى أي نتيجة منذ بدء المفاوضات قبل أزيد من عامين، بسبب اتساع الفجوة بينهما وتعنت البوليساريو في قبول مناقشة العرض المغربي حول الحكم الذاتي في الصحراء، الذي لقي تجاوبا لدى الدول الخمس الكبرى، التي تشكل مجموعة أصدقاء الصحراء، وهو ما دفع مدريد إلى مطالبة هذه الأخيرة بالتدخل ولعب دور أكبر في التقريب بين الطرفين.