بدأ في بريطانيا أول اختبار للحبة متعددة الأغراض التي تجمع في تكوينها عدة عقاقير طبية بجرعات منخفضة يمكن أن توفر وقاية ضد الأزمات القلبية والجلطات. وبدأ اختبار الحبة بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على الخمسين. وكانت فكرة الحبة اليومية متعددة العقاقير اقترحها في عام 2003 البروفيسوران البريطانيان السر نيكولاس وولد ومالكولم لو من معهد وولفسن للطب الوقائي في جامعة لندن. ونشر البروفيسوران دراسة في المجلة الطبية البريطانية اقترحا فيها أن حبة تحوي جرعات قليلة من عدة عقاقير لخفض الكولسترول وضغط الدم يمكن أن تنقذ العديد من الأرواح. ولاقت الفكرة رواجا بدأ مع مبادرة العديد من فرق البحث إلى دراسة إمكاناتها العملية. وشرع بعض العلماء يدرسون إعداد حبة باسم «القلب الأحمر» يأملون أن تقلل من معدل الوفيات بمرض القلب بين الأشخاص المعروفين بتعرضهم لمثل هذا الخطر في آسيا. ولكن الباحثين في معهد وولفسن للطب الوقائي في جامعة لندن واصلوا التركيز على الفكرة الأصلية. وفي هذا الإطار بدأ اختبار الحبة متعددة الأغراض في 4 يناير ويأمل الباحثون بأن يكون الاختبار تمهيدا لإنتاج حبة سيكون بمقدور كل من تجاوز سن الخمسين في بريطانيا أن يحصل عليها بكلفة زهيدة من الصيدلية في غضون عامين. ونقلت صحيفة ال«غارديان» عن أحد الباحثين الذين يجرون الاختبار في معهد وولسفن أن الحبة متعددة العقاقير يمكن أن تكون طريقة وقائية يومية ضد الأزمات القلبية والجلطات مثلما توجد حبوب واقية ضد الحمل غير المرغوب فيه. وأضاف أن الاختبار خطوة نحو تحويل إمكانية الحصول على الحبة متعددة العقاقير والوظائف الوقائية إلى حقيقة على أرض الواقع. ويسعى فريق الباحثين في معهد وولسفن إلى التقليل قدر الإمكان من الآثار الجانبية المحتملة كي يستطيع أي شخص أن يتناول الحبة المتعددة بأمان. فالاسبرين على سبيل المثال, الذي يُنصح بتناوله ضد مرض القلب, معروف بأنه أحيانا يسبب نزيفا في المعدة. وأوضح البروفيسور وولد أنه بتقديم الحبة متعددة العقاقير على أساس العمر فقط يجري تبسيط الوقاية إلى حد بعيد, مشيرا إلى أن الأشخاص الذين يتلقون الحبة لا يخضعون للعلاج الطبي لأنه لا يتعين أن يكونوا مرضى لتناولها.