أحالت الشرطة القضائية بالمحمدية، أمس الأربعاء، شابا من ذوي السوابق العدلية متهما القتل العمد على محكمة الاستئناف بالدار البيضاء. وكان الشاب طعن أحد أبناء حيه بسكين في البطن والوجه، وتركه غارقا في دمائه، واختفى عن الأنظار قبل أن يتم اعتقاله في اليوم الموالي وهو يحاول الفرار من المدينة على متن القطار. الجاني والضحية كانت الساعة تشير إلى منتصف نهار يوم السبت المنصرم، أول أيام السنة الميلادية 2011، حين خرج الجاني من منزله بدوار الشانطي الجديد بعالية المحمدية، قاصدا أحد شبان (الدرب) الذي يبيع يوميا السجائر بالتقسيط. اشترى الجاني ما يلزمه من سجائر قبل أن يدخل في حديث مطول مع بائع السجائر، زادت حالة السكر الطافح من عشوائية وطول مواضيعهما. الضحية (ولد الدرب) والذي كان مضطربا بعد لاحتسائه كؤوسا من الخمر خرج بدوره من منزله قاصدا (مول الديتاي)،. حاول الجاني تجنب لقاء الضحية الذي يكبره بسبع سنوات. لكن حديثه مع بائع السجائر أبطأ من ذهابه، إلى أن لحق به الضحية الذي دخل معه مشادات كلامية انتهت بتبادل العنف. شجار وعنف لم يكن الجاني والضحية على توافق تام ولم تكن نظرتهما لبعضهما خالية من الاحتقار والتكبر والعجرفة... فبمجرد أن التقيا صدفة عند بائع السجائر، تبادلا كلاما قبيحا وعنفا جسديا، انتهى، حسب الجاني، بقيام الضحية بضربه ودفعه بواسطة قضيبين حديديين كان يحملهما بيديه، وهو ما أغضب الجاني الذي هرع إلى منزله، حيث جلب سكينا متوسط الحجم، وعمد إلى ضرب الضحية في مواقع حساسة من جسده، حيث أصيب الضحية بجرح غائر في بطنه أدى إلى بروز أحشائه، وطعنة أخرى على مستوى وجهه، ليسقط الضحية غارقا في دمائه. ويتم استدعاء الشرطة وعناصر الوقاية المدنية التي نقلت الضحية إلى قسم المستعجلات بمستشفى مولاي عبد الله، حيث توفي بعدها بدقائق متأثرا بجراحه. فيما اختفى الجاني قبل مجيء الشرطة. اعتقال الجاني انطلق بحث الشرطة القضائية زوال نفس اليوم بدوار الشانطي الجديد قبالة الطريق السيار حيث يوجد منزلا الضحية والجاني، وتم التعرف على هوية الضحية (أ.ح) من مواليد سنة 1982 متزوج وأب لطفلين (5و7 سنوات)، والجاني (ر.أ) من مواليد سنة 1989 عازب وعاطل عن العمل، وهما من ذوي السواق العدلية في السرقة والضرب والجرح بواسطة السلاح الأبيض. وتم حجز أداة الجريمة، وتم الاستماع إلى بعض المارة وساكنة المنطقة. ساعات بعد انطلاق البحث، علمت الشرطة القضائية أن الجاني الذي كان مختفيا، تدبر دراجة نارية وأنه ركبها متوجها إلى محطة القطار حيث كان ينوي الهرب إلى خارج المدينة. وهو ما جعل عناصر من الشرطة تترصد للجاني على مقربة من المحطة، قبل أن تحاصره وتطارده عبر شوارع المدينة، ليتم اعتقاله زوال اليوم الموالي ليوم الجريمة. وقد اعترف الجاني بالمنسوب إليه موضحا أن الضحية حاول احتقاره وأنه هو من بادر إلى ضربه بقضيبين حديديين، وأنه حاول حماية نفسه من الاعتداء الذي مارسه عليه الجاني فطعنه بسكين.