فتح رؤساء مصالح الاستخبارات الأوروبية تحقيقا كبيرا حول التهديد الذي تشكله متطرفات إسلاميات داخل فضاء الاتحاد الأوروبي، حيث ذكروا أن مشاركتهن تمتد من تقديم الدعم اللوجيستي والدعاية الإعلامية عبر الأنترنت، وصولا إلى القيام بعمليات تفجيرية انتحارية. وكشف مصدر دبلوماسي مقرب من التحقيق أن «هذه الظاهرة لم تؤخذ في السابق بعين الاعتبار إلا بعد قيام أكثر من 77 امرأة بعمليات انتحارية في العراق»، مضيفا أنهم بحاجة إلى استكشاف الظاهرة واستدراك أخطاء المصالح الاستخباراتية في التعامل معها». وأضاف الدبلوماسي أن «اعتماد هذه الاستراتيجية الجديدة من طرف تنظيم القاعدة يعود إلى نجاح النساء الانتحاريات في التسلل واختراق حواجز المراقبة». ويأتي فتح التحقيق الدولي بعد موجة من الهجمات التي نفذتها نساء تفجيريات، وتصاعد المخاوف في أوساط أجهزة أمنية أوروبية حول تزايد تطرف الناشطات الإسلاميات. ويشير المسؤولون الأوربيون بشكل خاص إلى «بريطانيا والمغرب كمناطق أساسية»، حيث يعتبر ضلوع نساء في تجنيد متطوعين للجهاد في العراق أو في دول أخرى مصدر قلق رئيسي. وعلى الرغم من أن التفجيرية الأوروبية الوحيدة المعروفة كانت مورييل ديغوك، وهي بلجيكية معتنقة للإسلام في الثامنة والثلاثين فجرت نفسها في العراق سنة 2005، فإن خبراء أمنيين أوروبيين صرحوا لصحيفة «الأبصيرفير» البريطانية، في عددها الصادر يوم الأحد الماضي، بأن الأجهزة الاستخباراتية أحصت العشرات من النساء المتطرفات المشاركات في الترتيبات اللوجستية والدعاية الإعلامية. تتمة الصفحة الأولى وهناك مخاوف أيضا من إرسال منفذات لعمليات تفجيرية من الخارج، خاصة من شمال إفريقيا. وأشار خبير استخبارات فرنسي إلى أن «هذا الملف أصبح الآن على نطاق أكبر بكثير مما شهدناه من قبل. والمشكلة تكمن في معرفة من يقوم بجمع الأموال وإدارة المواقع الإلكترونية، ومن الذي يقوم بالتجنيد، ومن هو التفجيري المحتمل». وأضاف المصدر متسائلا حول صعوبة «التمكن من ضبط شخص يدخل من خارج الاتحاد الأوروبي». وسبق لجيل دي كيرشوف، المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب، أن طلب من أجهزة الاستخبارات البريطانية والفرنسية والإسبانية والألمانية ومصالح أخرى تجميع معلوماتها الاستخبارية عبر وحدة التحليل الاستراتيجية في بروكسل، مركز الوضع المشترك، لإصدار تقرير في الموضوع قبل حلول فصل الخريف. وأوضح مسؤول أوروبي أن «هذه المسألة ذات أولوية عالية جدا». وفي بريطانيا، كان ضلوع نساء في نشاطات مسلحة محدودا للغاية، لكن رغم ذلك فان أجهزة «الإم إي 6» (MI 6) تخشى من ارتفاع نسبتهن. وأصبحت النساء الانتحاريات ظاهرة شائعة في العراق، لأن باستطاعتهن اختراق الإجراءات الأمنية المشددة بكل سهولة، فهن لا يثرن شبهة كبيرة لدى مصالح الأمن، وبوسعهن دس المتفجرات تحت ثيابهن، كما أن عددا من الجنود الذكور غير مستعدين لتفتيشهن. وحسب مصادر إعلامية جزائرية، فإن «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» يستخدم حاليا عددا من النساء في حملات تفجير، مشيرة إلى «النساء مسؤولات بشكل كبير عن تقديم الدعم من أدوية وأغذية وملابس. ولكن لبعضهن أدوار أكثر أهمية وقيمة في التنظيم، حيث تم في السنة الماضية تفكيك شبكة لوجستية تديرها عدة نساء». ووفقا لنفس المصدر، فإن «عددا من الإسلاميين يسعون إلى تجنيد نساء من خلال أخ أو والد أو ابن ينتمي فعلا إلى المجموعات المتطرفة». ويقول خبير أجنبي إن ذلك يرجع إلى تركيبة المجتمعات الإسلامية التقليدية، حيث تتعرض النساء لمشكلات اقتصادية واجتماعية تجعلهن أكثر عرضة للتجنيد». وفي العراق، يقول ضباط استخبارات أمريكيون إن هناك مشاركة قوية من نساء قتل أقارب لهن، سواء كانوا مدنيين أو مسلحين». وتثير هذه المسألة جدلا في دوائر المجموعات المسلحة. فقد أثارت بيانات أخيرة لزعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، والتي قال فيها إنه يجب على النساء أن يقتصر دورهن على الاعتناء بالمنازل وأطفال المقاتلين الرجال احتجاجا في مواقع إلكترونية متشددة عديدة، وهو ردت عليه مجموعة من النساء الإسلاميات المتواجدات بأوربا بالرفض لكونهن يرغبن في القيام بتفجيرات انتحارية، يقول المصدر.