فوجئ عاملون في هيآت المؤسسة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية بمذكرتين خاصتين وقعهما محمد عياد، المدير العام للإذاعة والتلفزة، تحث المنتجين والمتدخلين في القطاع على الوقف التام لأي عملية إنتاج أو تنشيط للبرامج المنتظمة، ابتداء من يوم 31 دجنبر 2010 ولمدة 15 يوما، كحد أقصى. وقد علمت «المساء»، من مصادر مطّلعة على الملف، أن حالة من الحيرة والفزع تسود وسط العاملين المتعاقدين في قنوات الإذاعة والتلفزة، حيث اختلفت التأويلات الخاصة بالقرار الجديد، في ظل عدم صدور توضيحات من الإدارة، بين من يتحدث عن وقف تام لكافة البرامج التي ينتجها أو ينشطها متعاقدون وبين من يوضح أن الأمر يتعلق فقط بوقف للإنتاجات الجديدة، مع استمرار المنشطين في أداء عملهم العادي. غير أن المشرف على قناتي «السادسة» و«إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم» توجه إلى المتعاقدين بضرورة التوقف عن أداء أي عمل ابتداء من 31 دجنبر وحتى تاريخ توقيع العقود، في الوقت الذي من المرتقَب أن يستمر المتعاقدون داخل القنوات الأخرى في العمل خلال الفترة المقبلة. وحسب المصادر نفسها، فإن ما زاد في حيرة الصحافيين والتقنيين هو أن المذكرتين تُشدِّدان على مديري القنوات التلفزية والإذاعية أن يتم احترام مسطرة عدم صدور أي إنتاج قبل أن يتم التوقيع على عقود بين الهيئة والمتعاقدين، معتبرة أن مخالفة هذه المسطرة سيتم اعتبارها «خطأ مهنيا جسيما». ويتخوف الصحافيون والتقنيون المتعاقدون داخل المؤسسة الوطنية للإذاعة والتلفزة من أن تمس المذكرات الجديدة بحقوقهم المادية والأدبية، علما أنه سبق لهم أن احتجوا على تماطل إدارة المؤسسة في تسوية أوضاعهم القانونية والإدارية وعلى عدم احترامها الآجالَ القانونية في صرف رواتبهم، حيث كان يمتد الأمر، في بعض الأحيان، إلى شهور. ويشتغل العديد من الصحافيين والتقنيين ومقدمي البرامج بصيغة التعاقد السنوية مع إدارات مؤسسات الإذاعة والتفلزة الوطنيتين، وهو ما سبق لهم أن عبَّروا عن رفضهم له، مطالبين المسؤولين بتحقيق وعودهم المتكررة بإدماجهم.