لم يهضم بعد أعضاء داخل العدالة والتنمية خبر تقديم رئيس مقاطعة الصخور السوداء والنائب الثاني لرئيس مجلس المدينة عبد الرحيم وطاس استقالته من حزب العدالة والتنمية والتحاقه بحزب التجمع الوطني للأحرار، ورأوا فيه محاولة من حزب الأصالة والمعاصرة سحب البساط من تحت أقدام الحزب ودفعه إلى الخروج من التسيير بمجلس مدينة الدارالبيضاء. وأوضحت مصادر من حزب العدالة والتنمية أن رغبة حزب الأصالة والمعاصرة في إبعاد حزب العدالة والتنمية عن التسيير بمدينة الدارالبيضاء يعلنها قادة هذا الحزب بشكل صريح، وتجلت بوضوح منذ المحاولات الأولى لتشكيل المكتب الحالي في السنة الماضية، مضيفة بأن هذه الرغبة تتجدد باستمرار في كل مرحلة، مشيرة إلى أن تقديم عبد الرحيم وطاس لاستقالته من الحزب مؤشر يسير في هذا الاتجاه. وأشارت تلك المصادر إلى تصريحات فؤاد عالي الهمة مؤخرا في أحد اجتماعات حزب الأصالة والمعاصرة، التي مفادها أنه سيذهب إلى مدينة الدارالبيضاء من أجل إعادة هيكلة مكتب مجلس المدينة، فيما لا تستبعد بعض المصادر من يتجه الأصالة والمعاصرة نحو التضحية بأحمد بريجة بعد أن أصبح مؤخرا ورقة محروقة قد تكلف الحزب غاليا إذا ما تم الاحتفاظ به. ولم تستبعد مصادر مطلعة في اتصال مع «المساء» صباح أمس الأربعاء أن تكون وراء تقديم استقالة عبد الرحيم وطاس لاستقالته من العدالة والتنمية محاولة تمهيدية لإعادة هيكلة مكتب مجلس مدينة الدارالبيضاء من أجل تهييء أغلبية قوية داخل المجلس لمحمد ساجد، الذي عبر مرارا لأصدقائه عن رغبته في الابتعاد عن رئاسة المجلس بسبب المشاكل التي أصبح يلاقيها في تدبير شؤون المدينة خاصة في ولايته الثانية. وستتم عملية الهيكلة من خلال إقالة أعضاء العدالة والتنمية من المكتب وتعويضهم بأعضاء من التجمع الوطني للأحرار ومن حزب الاتحاد الدستوري. كما لم تستبعد تلك المصادر أيضا إقالة أعضاء من حزب الأصالة والمعاصرة أنفسهم «لأن مردودهم ضعيف داخل المجلس»، على حد تعبير تلك المصادر. غير أن تلك المصادر تحدثت عن سيناريو آخر يتعلق باحتمال تقديم محمد ساجد استقالته من رئاسة المجلس، وتعويضه بعبد الرحيم وطاس. وأوضحت المصادر ذاتها ذلك بقولها «إن تقديم استقالة عبد الرحيم وطاس الذي كانت تربطه علاقة وثيقة بالأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإلاه بنكيران، بتلك الطريقة، دليل على أن هناك مخططا كبيرا يستهدف إعادة هيكلة مكتب المجلس، وربما منح رئاسة مجلس المدينة لوطاس»، مشيرة إلى أن أعضاء آخرين من حزب العدالة والتنمية قد يحذون حذو عبد الرحيم وطاس ويعلنون عن استقالتهم من الحزب والتحاقهم بأحزاب أخرى، لأن هؤلاء الأعضاء «تربطهم علاقة وثيقة بعبد الرحيم وطاس» على حد قول تلك المصادر.