قدم عبد الرحيم وطاس، الذي يشغل منصب رئيس مقاطعة الصخور السوداء والنائب الثاني لعمدة الدارالبيضاء عن حزب العدالة والتنمية، استقالته من الحزب ليلتحق بحزب التجمع الوطني للأحرار. وفي الوقت الذي لم يعط فيه وطاس أي تعليل لاستقالته، نسب إليه بعض المقربين منه قوله «إنه لم يعد مرتاحا مع وجود رأسين للحزب في مجلس المدينة»، في إشارة إلى خلافاته مع زميله في الحزب مصطفى الحيا، النائب الخامس للعمدة، غير أن مصدرا مطلعا أدرج هذه الاستقالة في خانة «التسخينات» الممهدة للانتخابات التشريعية المرتقبة في سنة 2012، ذلك أن وطاس وجد نفسه مضطرا إلى الالتحاق بحزب الأحرار بعد أن تبين له أن قيادة العدالة والتنمية لن تضعه على رأس اللائحة في الانتخابات التشريعية القادمة في دائرة انتخابية يوجد فيها برلماني نافذ وسط الحزب اسمه عبد العزيز العمري، الذي يتولى حاليا مهمة الكاتب الجهوي في الدارالبيضاء، فيما رجحت مصادر أخرى فرضية أن تكون استقالة وطاس جاءت تحت الضغوط التي مارسها عليه بعض أعضاء الحزب في الدارالبيضاء، الذين لم يتقبلوا أن يتسلق (وطاس) الأجهزة القيادية للحزب والمسؤوليات في تدبير الشأن العام «رغم أن المعني بالأمر، حسب قولهم، ليس من أبناء الحزب وإنما مجرد وافد عليه بعد سياسة الانفتاح التي اعتمدها الحزب لاستقطاب بعض الأطر والكفاءات من خارج صفوفه».. وتلقت قيادة العدالة والتنمية استقالة وطاس باستياء كبير، خاصة وأنها جاءت في ظرف يستعد فيه الحزب للاستحقاقات الانتخابية القادمة، فيما ذكر مصدر آخر أن الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران اعتبر رحيل وطاس إلى الأحرار حتى دون تحرير استقالته «سلوكا غير لائق وفيه عدم احترام لقوانين ومؤسسات الحزب»، فيما اعتبر آخرون هذه الاستقالة «طعنة من الخلف، خاصة وأن وطاس قدم استقالته من الحزب ولم يقدمها من المسؤوليات التي يتحملها باسمه كرئيس لمقاطعة الصخور السوداء ونائب ثان للعمدة ساجد». ودخل قياديون من الحزب في «مساع حميدة» من أجل دفع وطاس إلى التراجع عن استقالته، غير أن مقربا من هذا الأخير اعتبر قرار رحيله إلى الأحرار قرارا نهائيا وغير قابل للمراجعة. وذكر مصدرنا أن وطاس اختار النضال في حزب الأحرار، ليس اقتناعا بمشروعه السياسي وإنما لحماية نفسه من ضغوط حزب الأصالة والمعاصرة الذي يحكم الدارالبيضاء.