بعض المدن المغربية تحولت إلى ساحات مفتوحة للإجرام والسرقات في واضحة النهار، وأصبح المواطنون يتخوفون على أنفسهم كل يوم من أن يتعرضوا للاعتداء أو للسرقة. ويكفي أن نأخذ هنا مدينة سلا كنموذج، إذ تزايدت فيها وتيرة الإجرام والفوضى بسبب انتشار المخدرات والأقراص المهلوسة بين الشباب. وأمام حالة الانفلات التي تحصل فمن الطبيعي أن يرتع هؤلاء وكأن الأمن غير موجود. حالة انعدام الأمن، التي بات المواطنون يشتكون منها باستمرار، يتحدث عنها الجميع، وطالما تكلمت عنها الصحف ووسائل الإعلان، ولكننا نجدد هذا النداء من أجل حماية المواطنين ونحن نستقبل السنة الميلادية الجديدة التي نعرف أنه بينما يستعد الناس للاحتفال بها، كل بطريقته الخاصة، هناك فئة أخرى تستعد أيضا لهذه الاحتفالات، وهي فئة رجال الأمن الذين ينتظرهم عمل كثير نهاية الشهر الجاري، ولاسيما ليلة رأس السنة، بسبب حالة التأهب الأمني التي يتم إعلانها خلال تلك الليلة، من أجل ضمان سلامة المواطنين ومحاربة الفوضى والحد من العمليات الإجرامية. غير أن هناك بعض الأحياء في عدد من المدن لا تخضع للتغطية الأمنية الكافية، ويتعرض فيها المواطنون للاعتداءات أو للإزعاج والمضايقة. لا يتعلق الأمر فقط بالاحتفال باستقبال سنة ميلادية جديدة، لأن الإجرام والفوضى باتا الشغل الشاغل للمواطنين في كل مكان، لكن نريد فقط أن نؤكد أن حالة التسيب والفوضى تزداد اتساعا مع حلول العام الجديد، مما يتطلب المزيد من اليقظة والتأهب لضمان الأمن والسكينة للمواطنين.