كشفت دراسة حديثة أجراها معهد علمي ألماني أن العقاقير المستخدَمة في مكافحة أحد أنواع مرض السكري قد تساعد على مكافحة مرض الخرَف المبكر أو «الزهايمر». وما تزال الدراسة قيد التجربة في المختبرات على الفئران ولكن الآمال المعلَّقةَ عليها كبيرة. وقد أضحى مرض الخرف المبكر أو الزهايمر أحد رموز المجتمعات الصناعية والحديثة، بسبب ارتفاع متوسط أعمار السكان، بفعل التقدم في المجال الصحي، بالإضافة إلى انتشار استخدام المكونات الصناعية في الملابس والأطعمة والمساكن. وقد تساعد الدراسة الطبية الألمانية الجديدة في إيجاد علاج لهذا المرض. يأتي ذلك عبر بحث أجراه علماء المركز الألماني للأمراض العصبية الانحلالية في مدنية بون الألمانية، بالتعاون مع جامعة «دوندي» ومعهد «ماكس بلانك» للجينات الجزيئية في برلين. وقد خلُصت الدراسة الألمانية إلى أن عقار «ميتفورمين»، الذي يعد أحد الأدوية الأساسية لمرضى السكري من الدرجة الثانية، يقاوم التغيرات التي تطرأ على هيكل بروتين «تاو» في الخلايا العصبية لدى الفئران، والتي تعتبر السببَ الرئيسي للإصابة بمرض الزهايمر. كما تمكن العلماء من اكتشاف الآلية الجزيئية التي يعمل من خلالها هذا العقار في هذه العملية. وتقول سيبل كراوس، من المركز الألماني للأمراض العصبية الانحلالية: «إذا استطعنا التأكد من أن عقار «ميتفورمين» له تأثير على البشر أيضاً، فسيكون مرشحاً جيداً دون شك ليكون أحد العقاقير المؤثرة في مكافحة مرض الزهايمر». الدراسة قيد التجربة.. والآمال كبيرة يمثل الزهايمر أحد أشكال العتَه، ويصيب بصفة خاصة كبار السن دون غيرهم تقريباً، حيث تموت الخلايا العصبية في المخ، مما يؤدي إلى تشوه إدراكي يتميز بصفة عامة بفقدان الذاكرة. ويتطلب مريض الزهايمر عناية خاصة ومتواصلة، لما يشكله هذا المرض من عبء كبير، إذ غالباً ما تقع مسؤولية العناية على الزوج أو أحد أفراد العائلة المقربين. وفي التجارب التي أُجريت على الخلايا العصبية لدى الفئران، تمكَّن العلماء من إثبات أن «ميتفورمين» يساهم بشكل مباشر في حماية بروتين «بي بي 2 إي»، المسؤول عن فصل البروتين المسبب لأعراض الزهايمر في خلايا الدماغ، من التراجع، من خلال منع ارتباطه ببروتينات تعمل على تحلله. وليست هذه الآلية التي يعمل بها «ميتفورمين» معروفة حتى الآن، وقد تشكل نقلة نوعية في علاج مرض الزهايمر.