أحالت عناصر الدرك الملكي بالسرية الإقليمية لتيزنيت على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بأكادير زعيم عصابة إجرامية (34 سنة) صدرت في حقه عدة مذكرات بحث وطنية، إثر تورطه في عمليات السرقة والتزوير بجماعة أكلو وإقليم تيزنيت، حيث ألقي القبض عليه مؤخرا بمنطقة «الخزيرات» من طرف الأمن الإسباني أثناء محاولته مغادرة التراب الوطني في غفلة من حراس الأمن. وحسب المعطيات المتوفرة ل«المساء»، فإن أمن «الخزيرات» تمكن من التعرف على هوية الشخص المبحوث عنه بمجرد وضعه وثائق التعريف أمام العناصر المكلفة بمراقبة المسافرين الراغبين في مغادرة التراب الوطني في اتجاه الديار الإسبانية، حيث اكتشفت أن الماثل أمامها ليس إلا شخصا ذا سوابق عديدة ومبحوثا عنه من طرف سرية الدرك بإقليم تيزنيت على ذمة قضايا إجرامية مختلفة (آخرها سرقة منزل أحد الأجانب بشاطئ أكلو)، وهو ما أسفر عن توقيفه على الفور وتسليمه لعناصر الأمن بالمركز الحدودي بميناء طنجة، قبل أن تنتقل فرقة من الدرك الملكي بتيزنيت إلى مدينة طنجة، وتتسلم المتهم في حالة اعتقال وتقوده للسرية الإقليمية، حيث حررت له محضر استماع اعترف فيه بتورطه في عمليات سرقة مختلفة منذ خروجه من السجن سنة 2007، كما اعترف أيضا بتورطه في تزوير وثائق رسمية مختلفة وجوازات سفر عديدة لمجموعة من الأشخاص الراغبين في الهجرة السرية نحو أوروبا. وكانت عناصر المركز القضائي بسرية الدرك الملكي بتيزنيت قد ألقت القبض منذ شهر يناير من سنة 2009 على عصابة متخصصة في السرقة الموصوفة، بعد تورطها في سرقة محام فرنسي، كان موجودا حينها بمنزله الشاطئي بجماعة أكلو (18 كلم غرب مدينة تيزنيت)، حيث تمكنت العصابة، من دخول المنزل الشاطئي للمحامي المذكور في حدود الثالثة صباحا بعد تسلق الجدار الخاص بالمنزل، والدخول من الباب السطحي الذي تُرِكَ مفتوحا طيلة الليل. وقام أفراد العصابة المكونة حينها من ثمانية أفراد - ينحدر بعضهم من مدينة تيزنيت والبعض الآخر من نواحي أكادير- بمباغتة شابين آخرين كانا نائمين بإحدى غرف المنزل فعمدوا إلى تكثيفهما بواسطة، وتهديدهما في حالة إصدار أي صوت بالتصفية الجسدية بواسطة رشاشة وسكين حاد، قبل أن يطرقوا باب غرفة نوم المحامي الفرنسي وينقضوا عليه بعد فتحه الباب بشكل تلقائي ويهددوه بوضع حد لحياته في حالة عدم التعاون معهم، وهو ما أجبر المحامي على منحهم بطاقته البنكية مرفوقة برقمها السري الحقيقي حفاظا على حياته، كما تمكنت العصابة من سرقة الأموال التي كانت بحوزته وعددا آخر من الأشياء الثمينة كالساعات والهواتف النقالة والمصورات الرقمية... ومخافة اكتشافهم وتعرف الضحايا على ملامحهم، عمد أفراد العصابة إلى تغطية وجوههم وارتداء ألبسة سوداء، كما قاموا بتكبيل الضحايا بواسطة حبال استقدموها لهذا الغرض وتمزيق العجلات الأربع لسيارة المحامي الأجنبي بواسطة آلة حادة، بغية تسهيل عملية الفرار ومنع الضحية من ملاحقتهم بعد الفرار. يذكر أن مصالح الدرك الملكي بإقليم تيزنيت أوقفت على ذمة القضية ذاتها شخصين آخرين كانا برفقة الضحية أثناء تعرضه للاعتداء، وأطلقت سراحهما بعدما تأكدت من براءتهما من تهمة التواطؤ مع العصابة المهاجمة، فيما تم إيقاف سبعة أفراد بالعصابة المذكورة في ظرف قياسي بعد اعتقال أحد الباعة الذي تسلم عددا من المسروقات من أفراد العصابة بغرض بيعها بمدينة إنزكان، وهو نفس الشخص الذي دل المحققين على بعض أفراد العصابة، الذين تم اعتقالهم بعدد من أقاليم جهة سوس ماسة درعة، وإحالتهم على قسم الجنايات بالنيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بأكادير حيث صدرت في حقهم عقوبات حبسية نافذة بمدد مختلفة، فيما ظل زعيم العصابة متخفيا عن الأنظار إلى أن تم إيقافه قبل أيام بمنطقة «الخزيرات»، وهو في طريقه إلى مغادرة التراب الوطني في اتجاه دولة إسبانيا.