فككت مصالح الأمن، بداية هذا الأسبوع، شبكة يشتبه في تورط عناصرها في عدة عمليات قتل وسطو وسرقة باستعمال الأسلحة النارية والذخيرة الحية والسيوف بالعديد من المدن والجماعات في جهة «الغرب الشراردة بني احسن». ومن المرجح أن يكون المحققون الأمنيون قد أحالوا، أمس الخميس، جميع المتهمين على أنظار الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف بالقنيطرة، بعد استكمال التحقيق معهم، وإنهاء الاستماع إليهم في محاضر رسمية من أجل المنسوب إليهم. ونجحت فرقة مكافحة العصابات، المعروفة اختصارا ب«لاباك»، التابعة للمصلحة الجهوية للشرطة القضائية بولاية أمن القنيطرة، في اعتقال ستة أفراد متهمين بالانتماء إلى هذه الشبكة، بينهم فتاة تدعى (أ.م)، إثر شكاية وردت على مصالحها من دائرة الأمن بمدينة سوق أربعاء الغرب، تفيد بتعرض الفتاة المذكورة لمحاولة قتل بغابة مجاورة من طرف (م.ش)، الزعيم المفترض لهذه الشبكة، والذي لا زال في حالة فرار، حيث صدرت في حقه مذكرة بحث على الصعيد الوطني، إضافة إلى مذكرات أخرى بالإيقاف صادرة عن مختلف الأجهزة الأمنية لتورطه في قضايا مماثلة. وذكرت مصادر «المساء»، أن صاحبة الشكاية، التي شكلت الخيط الأول الذي قاد إلى الإطاحة بالأظناء، سبق أن سجلت قبل ذلك شكاية مماثلة لدى مصالح الدرك الملكي بمدينة سوق أربعاء الغرب، إلا أن عناصر هذه الأخيرة لم تبادر إلى القبض على المشتكى به، الذي حاول قتلها عن طريق خنقها بسلك نحاسي بعدما اعتقد أنها كانت وراء اعتقال صديقه من طرف عناصر الدائرة الأمنية الثالثة في القنيطرة من أجل الاتجار في الكحول، رغم أن الضحية، التي توجد هي أيضا رهن الاعتقال رفقة أفراد الشبكة نفسها، كشفت للدرك عن مكان اختبائه، وأضافت المصادر، أن خوف هذه الأخيرة من التعرض مجددا لمحاولة قتل هو الذي دفعها إلى تحرير شكاية أخرى لدى مصالح الأمن بنفس المدينة. وكشفت التحريات الأولية، أن عناصر هذه الشبكة، التي يتحدر أغلبها من جماعة «المكرن» في إقليمالقنيطرة، لها عدة سوابق إجرامية، ومطلوبة في العديد من القضايا المرتبطة أساسا باعتراض سبيل المارة والاتجار في المخدرات وسرقة العديد من السيارات، وآخر هذه العمليات الإجرامية. كانت صبيحة عيد الفطر حينما تمكنوا من سرقة سيارة مواطن من جنسية إسبانية بمدينة سيدي سليمان بعد تهديده بالسلاح الناري، وأضافت المصادر أن المتهمين كانوا يترصدون سيارات تجار المخدرات وبائعي الملابس المستعملة، ويسطون على ما بداخلها، فيما كانوا يتخلصون من السيارات المسروقة مباشرة بعد استعمالها في تهريب مخدر الكيف انطلاقا من بلدة كتامة بإقليمالحسيمة. وقد ضبطت عناصر فرقة مكافحة العصابات، أثناء إلقائها القبض على المتهمين، بندقية بذخيرة حية، وسيوفا من أحجام مختلفة، وقضبانا حديدية، إضافة إلى سيارة من نوع «رونو 21»، كان يستعملها الأظناء في مطاردة ضحاياهم ومحاصرتهم، والتنقل إلى المناطق المحتضنة لأنشطتهم الإجرامية. وأكدت بعض المعطيات الموثوقة أن زعيم هذه الخلية، الملقب بالشريف، والذي لازال في حالة فرار، تشير إليه أصابع الاتهام بالتورط في الجريمة التي راح ضحيتها طبيب فرنسي في العشرين من نونبر السنة الماضية، حينما قام المشتبه فيه الفار رفقة آخرين، بعضهم يوجد رهن الاعتقال، بمطاردة سيارة الفرنسي وزوجته المغربية، اللذين كانا ينويان، يومها، مغادرة المغرب، بالطريق الوطنية رقم 1، وأطلقوا الرصاص في اتجاه عجلات السيارة، في محاولة منهم لإيقافها، إلى أن تمكنوا من تجاوزها، وقطع الطريق أمامها، بالقرب من دوار «ابلاندة» جماعة «أبجير» قيادة «العوامرة» دائرة اللكوس عمالة العرائش، حيث نزل شخصان من السيارة، أحدهما ملثم يحمل عصا، والآخر بوجه مكشوف، يحمل بندقية، أطلق منها عيارين ناريين أصابا السائح الفرنسي، فأردياه قتيلا في الحال، ثم قام المعتدون بالسطو على حلي الزوجة، ثم أخلوا سبيلها، وسرقوا السيارة وتوجهوا بها صوب مدينة سوق أربعاء الغرب.