سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ممثلون ومنتجون يتحولون إلى «مناضلين» و«ممنوعين» للحصول على عقود إنتاج تقدر ميزانيتها بالملايير يهددون بوقفات احتجاجية ويلوحون باللجوء إلى الصحافة من أجل الابتزاز
بالتزامن مع بعث المخرج ادريس شويكة رسالةً احتجاجية إلى الرئيس المدير العام للقطب العمومي، فيصل العرايشي، أعلن المخرج شفيق السحيمي اعتزامه اتباع شكل آخر من الاحتجاج، من خلال المشي على الأقدام من الدارالبيضاء حتى قبة البرلمان في الرباط... وأضاف السحيمي، في تصريحات صحافية، أن لديه ما أسماه تقريرا «علميا» حول أوضاع التلفزيون المغربي في عهد العرايشي، قبل أن يشدد على أن الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فرض على جميع الشركات عدم التعامل مع مخرج «وجع التراب»... وقد شن المخرج ادريس شويكة هجوما عنيفا على العرايشي، بعدما اتهمه بعدم احترام القوانين والأعراف والأخلاق والشفافية والموضوعية وأدنى شروط العدالة المهنية، واتهمه بسوء التسيير والتدبير، بالمحاباة وبالمحسوبية والزبونية وبالشطط في استعمال السلطة... وأضاف شويكة أن العرايشي «أوصد الباب في وجه مجموعة كبيرة من المخرجين المغاربة «الأكفاء»، حارما بذلك المتفرجين المغاربة من الاستفادة من خبراتهم وتجربتهم. وعلى سبيل المثال لا الحصر، حرم المغاربة من إمكانية مشاهدة أفلام تلفزيونية لأسماء مرموقة مثل مومن السميحي ومصطفى الدرقاوي وعبد القادر لقطع والجيلالي فرحاتي وأحمد المعنوني، واللائحة طويلة»... و«في ما يخصني شخصيا، يتابع شويكة، بلغني سيدي المدير المحترم، أنك طلبت رسميا من مساعديك أن يمتنعوا عن وضع أي مشروع يحمل اسمي (أو حتى اسم أي شويكة ولو لم يكن من عائلتي الصغيرة». وفي هذا الإطار، وجب التذكير بأن الممثل محمد الخياري سبق أن أعلن، في لقاءات صحافية، أنه «ممنوع» في التلفزيون من طرف بعض المسؤولين، قبل أن يعتاد المشاهد المغربي صورته في الأعمال الرمضانية والفنية، التي تقدم في السنوات الخمس الأخيرة وبعد اشتغاله في سلسلة «أنا وخويا ومراتو» و«أنا ومراتي ونسابي»، لصالح القناة الثانية، شن الممثل والمخرج سعيد الناصري هجوما قويا على فيصل العرايشي واتهمه بأنه قام بتهميشه، قبل أن يتوجه إلى القناة الثانية التي كان يديرها مصطفى بنعلي ويمنحه الأخير سلسلتي «العوني» والربيب» ليتوقف عن «الانتقاد».. وبعد عرض «الربيب»، استغل الناصري مشاركته في برنامج «مباشرة معكم»، الذي تشرف على إعداده سميرة سيطايل، فوجه انتقادات لاذعة لمصطفى بنعلي، بأمل أن يُمنح عملا جديدا، إلا أن العرايشي أسقط رأس بنعلي وعين مكانه سليم الشيخ، الذي أشَّر على سلسلة «نسيب سي عزوز». وفي تعليقه على هذه الأشكال الاحتجاجية، وصف مصدر ما يقوم به شويكة والسحيمي وقبلهما الناصري والخياري ب«الابتزاز المغلف»، بالنظر إلى العديد من المعطيات، أولها أن الاسمين سبق أن أنتجا العديد من الأفلام والمسلسلات والبرامج لمختلف القنوات التابعة للقطب العمومي، وثاني المعطيات عدم تقديم الطرفين الدليل على يتهمون به الإدارة. وفي رده، قال مصدر مسؤول في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، إنه «يجب التمييز بين الحالتين، فإدريس شويكة كان يخرج برنامجا للسينما تنتجه شركة «فوزي فيزيون» ولا علاقة له بالشركة، وبعد ذلك، تم تعويض المنتوج ببرنامج «كاميرا الأولى» عهدت به الشركة المنتجة لمخرج آخر غير شويكة، فثارت ثائرة شويكة، فبدأ يهاجم الإدارة ويتهمها بالتهميش، فأي مخرج غيره من المفروض أن يقوم بهجوم غير مبرر على التلفزيون». وأضاف المصدر المسؤول قائلا: «لم يصدر أي منع في حق شخص شفيق السحيمي، فالأمر يتعلق بإجراءات لا بد من احترامها من طرف الجميع، وهي تسليم الأعمال لإدارة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، لتحيلها على لجنة القراءة، لدراستها واستصدار الملاحظات المهنية بخصوصها. فالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تتوصل يوميا بمشاريع كثيرة تهم مجالات متعددة ولا نعتقد أن المشروع الذي أنتجته شركة الإنتاج «فيديو ميديا» هو الوحيد الذي سلم للقناة الأولى، خاصة أن المشروع يتكون من أزيد من 1300 صفحة ويتطلب دراسة دقيقة، بالنظر إلى التيمة التاريخية للمشروع، خاصة أن هذه النوعية من الإنتاج تتطلب دراسة المعطيات التاريخية والاعتماد على وثائق ذات مصداقية». وقد راسلت المديرية المركزية للإنتاج والبرامج الشركة صاحبة المشروع، لعقد اجتماع معها حول الملاحظات المهنية المتعلقة بدراسة الفكرة المحورية وقابليتها لمباشرة الإجراءات العملية لهذا المشروع والاتجاه نحو الجودة، في إطار تدعيم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة للإنتاج الوطني. وشدد المصدر المسؤول على نقطة أساسية هي أن فلسفة خلق مديرية جديدة للدراما، والتي يديرها توفيق بوشعرة، رفقة مساعدين متخصصين، تتأسس على التدقيق في العمل، وفق معايير دقيقة وتقديم الدعم للمؤلفين وخلق وتأطير خلايا للكتابة.
شركات إنتاج تحتكر إنتاجات التلفزيون المغربي في الوقت الذي يلجأ بعض المخرجين والمنتجين إلى أساليب التهديد بالاحتجاج أو إلى «تسخير» الصحافيين للحصول على إنتاجات «تافهة»، تصرّ الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة على الاشتغال مع شركات إنتاج بعينها، ضربا لمبدأ المساواة ومبدأ دعم الشركات الذي ينص عليه دفتر التحملات. في هذا الإطار، وجب التذكير بأسماء الشركات التي احتكرت الإنتاج في السنوات الأخيرة، وتأتي في مقدمتها شركة «أليان برودكسيبون»، لنبيل عيوش، وشركة «كوروم»، للمستاري وشركة «إن بي إس»، لصارم الفاسي الفهري، وشركة «سيغما»، لدينو السبتي وعلي الكتاني، وشركة «دين للإنتاج»، لعبد الحفيظ بلافريج، وشركة «هاي كوم»، لسعيد الناصري، وشركة «إيماج فاكطوري»، لهندة سيكال، ومحمد رزقي وشركة «إم برود»، لعبد الرحيم مجد، وشركة «سبيكتوب»، للراحل عزيز شهال، وشركة «أركولت كوم»، للحاج دريد، وشركة «وردة فيزيون» وشركة «كود نيو كوم» وشركة «ستار»، للمختار عيش، وشركة» فوزي بروديكسيون»....