في التلفزيون المغربي مشكل (من بين العديد من المشاكل) اسمه «التواصل»، فبين إدارة هذا القطب والرأي العام، هوة سحيقة، مردها أن المسؤولين لايقدمون المعطيات والأجوبة المتعلقة بقضية ما، وبالتالي تكون الشفافية هي الضحية الأولى لهذا السلوك. المناسبة التي تدفعنا إلى إثارة هذا الموضوع، ماأعلنته شخصيتان بارزتان في الحقل السينمائي و السمعي - البصري عموما، من خلال وسائل الإعلام واحتجاجهما على التعامل الذي تنهجه إدارة القطب العمومي تجاه مقترحاتهم ومشاريعهم. المخرج شفيق السحيمي يعتزم القيام بمسيرة مشيا على الأقدام من البيضاء إلى الرباط، ليقف محتجا أمام البرلمان، والمخرج ادريس شويكة نشر رسالة مفتوحة يطالب فيها بتوضيحات، وقبلهما أعلن عدد من الفنانين والمهنيين أنهم ضحية إجحاف التلفزة المغربية. إلى اليوم تغرق الإدارة في صمت مريب، ولاندري ما المانع في تقديم وجهة نظرها وإخبار الرأي العام الوطني بموقفها في هذه النوازل التي - حسب الفنانين والمهنيين - تعد مسا بكرامتهم وتتفيها لإبداعهم. «التواصل» هو ما يفتقده التلفزيون في بلادنا، وهو عطب يضاف إلى عدة أعطاب تجعل من هذه الوسيلة الإعلامية ثقيلة على المشاهد مفتقرة إلى المصداقية.