سيجد (عبد الله.د) نفسه مضطرا لعدم الذهاب إلى عمله الذي حصل عليه حديثا، مما يهدده بفقدانه بعد أن خصص هذا الشاب منذ الثاني من الشهر الجاري جل وقته لملاحقة (سعيد.ق)، حارس عمارة «ياسين العكاري» بحي المسيرة 1 بمراكش، الذي نصب عليه في مبلغ مالي يقدر ب 45 ألف درهم. وانفجرت قضية النصب والاحتيال بعد أن اختفى الحارس عن الأنظار وأغلق هاتفه الشخصي أمام إلحاح (عبد الله) على الدخول إلى الشقة التي اكتراها منه أو استرجاع ماله، مما جعل هذا الأخير يتيقن من شكوكه. وعندما شرعت عدة أسر بالعمارة في التدقيق في العقود المبرمة مع الحارس، وجدت سبعة منها أنها سقطت في شباك احتياله. حال (عبد الله.د) الشاب المتزوج حديثا، والمنتقل من مدينة أسفي إلى مدينة مراكش، يشبه كثيرا وضع (عبد اللطيف)، الذي احتال عليه نفس الحارس في مبلغ مالي يقدر ب 75 ألف درهم. وهي عملية النصب التي تمتد على فترة زمنية طويلة لتشمل سبع أسر حصل منها الحارس على مبلغ 52 مليون سنتيم مقابل «رهن» شقق لها بالعمارة، أما عناوين أصحاب الشقق الواردة في العقود فهي إما عنوان الشقة التي يقطن فيها الحارس أو العنوان الذي يوجد في بطاقته، بدعوى أن المالكين يقيمون بالخارج أو في مدينة خريبكة أو بمدينة الدارالبيضاء أو بني ملال. وسارعت الأسر المتضررة إلى تقديم شكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش لإصدار تعليماته للشرطة القضائية للبحث والتحقيق في ملفها. وقدرت هذه الأسر في حديث مع «المساء» مدة شروع هذا الحارس، الذي يمتهن أيضا مهنة «سمسار»، في النصب على الأسر التي تتوجه لكراء أو «رهن» شقق بالعمارة بأزيد من سنتين ونصف. ويعمد الحارس (سعيد) المتزوج وله ابنان إلى نصب شباكه لاصطياد ضحاياه وإظهار نوع من الحزم، مما يبعد عنه كل الشكوك، فيطلب من الراغب في «الرهن» أداء المبلغ المالي كاملا، تم يسحب منه قيمة اثني عشر شهرا من السومة الكرائية، ويعمد إلى تسليم صاحب الشقة واجب الكراء عن كل شهر، دون أن ينتبه المكتري الذي يخبره بأنه مكلف برهن المنزل من طرف مالكه، ويدلي ببعض الوثائق كفواتير الماء والكهرباء لتأكيد كلامه، مخبرا صاحبة الشقة أنه اكترى المنزل بمبلغ معين، ويبدأ في تسليمه سومة الكراء. ولإيقاع ضحاياه في شراكه يعمد إلى تخفيض السومة الكرائية، حتى يضطر الراغب في الكراء إلى القبول بعرضه. ويبذل الحارس، الذي يوجد في حالة فرار بعد افتضاح أمره، مجهودات كبيرة لتفادي اللقاء بين المكتري وصاحب الشقة حتى يستمر في احتياله. وشككت الأسر المتضررة التي تحدثت ل «المساء» عن معاناتها في عدم علم أصحاب الشقق بما يقوم به الحارس المحتال. ويعمد الحارس لتفادي لفت الأنظار إليه إلى تسلم مبلغ «الرهن» من المكتري الجديد، الذي يضمن في مدينة مراكش بصيغة «عقد سلف» وتسليمه إلى المكتري القديم على أن يكون المبلغ الثاني أكبر من الأول، حتى يمكنه صرف السومة الكرائية كل شهر لصاحب الشقة، في حين يعمد إلى لعب القمار بباقي المبلغ. واكتشف أصحاب الشقق بعد افتضاح أمر الحارس أنه كان يسرق التيار الكهربائي والماء الشروب من شقة إلى أخرى، عبر ربط الخيوط الكهربائية لعدادات الكهرباء الخاصة بهذه الشقق. وترك الهارب زوجته وابنين صغيرين يصارعان الخوف من الضياع.