لم يتردد أحمد الموساوي، الوالي الجديد لجهة الغرب الشراردة بني احسن، في التعبير عن استيائه من الوضعية الهشة التي ترزح تحتها منطقة الغرب في أول لقاء يجمعه مع المكتب المسير للمجلس الجماعي لمدينة القنيطرة. ورغم محاولة أحد المستشارين الجماعيين تلميع صورة عبد اللطيف بنشريفة، الوالي السابق، إلى درجة ادعائه بأن قطار التنمية في المدينة انطلق مع بنشريفة، فإن الموساوي لم يترك الفرصة تمر دون أن يمرر بعضا من مواقفه، إذ سرعان ما كشف للأعضاء، خلال الاجتماع الذي احتضنته الولاية بحر الأسبوع المنصرم، عن خيبة أمله من ضآلة المنجزات التي تحققت في المنطقة قياسا بالموارد والثروات والمزايا التي تزخر بها، وهو ما اعتبرته بعض الجهات انتقادا مبطنا لفترة بنشريفة، الذي كان قد دشن ولايته للجهة بالترخيص لأحد الأسواق الممتازة في القنيطرة ببيع الخمور، بعدما ظل نظيره السابق عبد الله المصلوت يرفض التأشير على مثل هذا القرار طيلة توليه المسؤولية. وكشف مصدر موثوق أن الوالي الجديد، ابن مدينة الناظور، أسر لأحدهم بأنه بصدد إعداد طاقم جديد يعينه على تحريك جملة من المشاريع القادرة على تأهيل الجهة برمتها، وليس القنيطرة فحسب، مؤكدا عزمه على إبعاد من ظلوا جاثمين طيلة سنين عديدة في مواقع المسؤولية بمكاتب الولاية دون أي قيمة مضافة، بل إن بعضها لم يتوان في غض الطرف عن السطو الذي تتعرض له في واضحة النهار ثروات الجهة، من غابات ورمال، والتستر على ناهبي أراضي الجموع، وإعانة تجار الانتخابات ومهندسي الخريطة السياسية في الجهة على تجزيء «الكعكة» وفق ترتيبات فوقية تضمن حق الاستفادة منها لحراس الفساد، حسب تعبير المصدر. وأولى الرسائل الميدانية التي التقطها الموساوي على صعيد مدينة القنيطرة، يضيف المصدر، هو البطء الشديد الذي يعرفه إنجاز المشاريع المبرمجة في إطار التأهيل الرباعي للمدينة، وتردي مرفق النقل الحضري، وتنامي ظاهرة الباعة المتجولين، رغم الأموال الطائلة التي صرفت على الأسواق الخاصة بهم، والتي ما زال البعض منها مغلقا إلى حد الآن، والفوضى التي تسود معظم ساحات المدينة نتيجة خضوعها لإصلاحات عشوائية تثير يوميا مشاكل بالجملة، سواء بالنسبة للراجلين أو الراكبين، وحدها فقط مشاريع تفويت البقع التي عرفت وتيرة جد سريعة في عهد الوالي بنشريفة، حيث تم تفويت ملعب الغولف لشركة الضحى، ومصلى «الساكنية» للشركة العقارية العامة، و25 هكتارا لسوق مرجان، وجزء من قصبة المهدية لشركة «أليانس» العقارية.