ترتبط صورة الرياضيين في ذاكرة المتتبعين بما يقدمونه من أداء فوق أرضية الميدان، وما يحققونه من ألقاب، لكن خلف هذا الوجه الرياضي، هناك وجه آخر خفي. في هذه السلسلة من الحوارات تقدم «المساء» للقارئ ما لا يعرفه عن الرياضيين. - ما هي قصة تسميتك بالزاكي؟ < كان الإسم الذي اختارته لي والدتي هو نور الدين، لكن خالي كان له رأي آخر فقد كان معجبا بالممثل المصري زكي رستم، ومن المواظبين على متابعة الأفلام المصرية، لهذا أصر على أن يحمل الوليد الجديد إسم زكي وهو ما حصل، خاصة وأن لخالي مكانة خاصة عند والدتي التي كانت هي الساهرة على تربيتي بعد وفاة والدي رحمه الله وعمري حينها لا يتجاوز خمس سنوات. - كيف اخترت الوقوف في المرمى منذ طفولتك؟ < تميزت طفولتي بكثرة المحطات من سيدي قاسم إلى بولقنادل إلى تابريكت بسلا ثم الدارالبيضاء، لكنني كنت أعشق الوقوف في المرمى سواء في المدرسة ببولقنادل أو في ملعب الفرشي، لقد كنت أحلم بمستقبل في المرمى وليس في مكان آخر، لهذا لم أتردد في توقيف مشواري الدراسي عند مستوى الباكلوريا كي أتفرغ كليا للكرة، وأحمد الله لأنني لم أكمل مساري في التعليم لأنني خلقت لأعيش من الكرة. - هل مارست رياضات أخرى في طفولتك؟ < كنت حارسا أيضا لكرة اليد لكن ليس لفترة طويلة، وفي فترات أخرى مارست التنس وطبعا كأي لاعب أمارس الركض. - والغطس في أعماق البحار؟ < هذه هواية أجد فيها متعتي، حيث أعشق الغوص في أعماق البحر من أجل ممارسة القنص البحري، سيما وأن منطقة إمسوان بضواحي الصويرة تعتبر فضاء يشجع على ممارسة هذه الهواية، خاصة وأنني أقطع أربعة كيلومترات داخل البحر.. - لماذا إيمسوان وليس منطقة أخرى؟ < إنها منطقة تتيح لزائرها فرصة التمتع بجمال الطبيعة الجذاب، ثم إنني أصبحت واحدا من سكان القرية التي توفر الهدوء التام، تصور أن التغطية الهاتفية غير متوفرة بشكل كبير مما يجعلك معزولا عن كل الانشغالات، وهذا عامل مساعد للجسم والعقل للتخلص من التعب والضغط، ثم إن إمسوان هي ملاذ لهواة السورف الذين يعشقون الأمواج، هناك من يفضلها على منتجعات هواي، أنا اكتشفتها منذ أزيد من 15 سنة، اليوم تطورت حيث كنا في ما قبل ننام على الساعة التاسعة ليلا، لأن المنطقة لم تكن تتوفر على الكهرباء. - هل تعلمت اللهجة السوسية التي تعد لغة التواصل في إيمسوان؟ < لا، لكنني أعرف بعض أبجديات أمازيغية أهل زيان، أصول والدتي. - لماذا لا تمارس هذه الهواية في مايوركا مثلا؟ < أتلقى دعوات لقضاء إجازتي في مايوركا، لكنني أعرف بأنني إذا زرت هذه الجزر الساحرة لن يكون لي متسع من الوقت لممارسة هوايتي، حيث أتلقى دعوات استضافة من هذا أو ذاك، وأحيانا قد يغضب منك صديق حين تعتذر له بلباقة، فضلا عن دعوات القنوات التلفزية، باختصار لن تكون الإجازة فرصة للاسترخاء. - وهواية القنص هل طلقتها أمام جاذبية البحر؟ < في شهر أكتوبر إلى غاية دجنبر أستغل فترات العطلة المتاحة لأمارس القنص البري، ولكل هواية خصائصها إلا أنهما معا يسديان خدمة كبيرة للجسد وللنفس أيضا. - الزاكي يعشق نغمات الهجهوج هل أنت كناوي الطبع؟ < البعض يعشق الريكي والبعض الشعبي والجيل الجديد يميل نحو الهيب هوب، أما أنا فإنني أجد في الموسيقى لكناوية متعة لا تقاوم، استمتع بأغاني رموز الفن الكناوي المليء بالحضرة والحال، وأعزف على آلة الهجهوج وأنا على استعداد لأجعلك تسقط أرضا بمجرد اندماج في لحظة كناوية مثيرة، لاتنس بأن رموز هذا الفن من أصدقائي كمحمود والمختار كينيا ومحمد القصري وعبد الكبير برجان والمرحوم حميدة وغيرهم من الأسماء التي تطربني. - ابنك لا ينشغل كثيرا بالكرة، ما السر؟ < كنت أفضل أن يكون إبني لاعبا وأن يختار مسارا رياضيا لأن كل الظروف مواتية للتألق في المجال الرياضي، لكن هناك فرقا كبيرا بين الفترة التي عشنا فيها والزمن الحالي، بالأمس كانت الفضاءات متاحة والملاعب متوفرة بشكل كبير، أما اليوم فالبنايات زحفت وضيقت مجال اللعب أمام الأطفال، إبني يتوفر على الأحذية الرياضية وعلى الأقمصة الراقية الجودة، لكن حين يتدرب في مدرسة الوداد مرتين في الأسبوع فإن هذا لا يكفي لبناء شخصية رياضية، في أوربا الجماعات توفر العديد من الملاعب وعندنا الآباء يخشون على أبنائهم البقاء لوقت أطول في الشارع. - دخلت قبل عشر سنوات معركة الانتخابات السياسية ولم تفلح، هل تراودك فكرة تكرار المحاولة؟ < لقد تقدمت للانتخابات بإلحاح من بعض الأشخاص، لكنني استفدت من التجربة على علاتها، لأن الحياة تجارب كما يقال، الآن لو طلبوا مني دخول التجربة من جديد، وقالوا لي أنت ناجح مسبقا في الانتخابات، فإنني سأرفض، لأنني لم أولد للسياسة ولأن العمل السياسي يفرض عليك تغيير المعطف والمبادئ بين الفينة والأخرى، أنا خلقت للرياضة فقط.