أسفرت مواجهات وُصِفت بالعنيفة، مساء يوم الجمعة الماضي، بين طلاب وقوات أمن عمدت إلى منع مسيرة احتجاجية حاول المشاركون الدخول إلى مقر عمالة تازة، للمطالبة بتدخل السلطات لفك العزلة عن «دوار» ينتمي إلى المجال الحضري للمدينة، أسفرت عن اعتقال كل من يوسف احجيج ومحمد كعموش وطارق حماني، وهم 3 طلاب قاعديون يتابعون دراستهم في الكلية متعددة الاختصاصات في تازة. وبعد التحقيق معهم، تقررت متابعتهم في حالة اعتقال، بينما أُفرِج عن عزيز المحجوب، وهو طالب قاعدي اتُّهم، بدوره، بالمشاركة إلى جانب الطلاب المعتقَلين، في مسيرة طلابية خرجت من الكلية ل«تتضامن» مع مسيرة نظمها سكان «دوار الملحة» الشعبي، والذين سبق لهم، في مارس من السنة الماضية، أن خرجوا في مسيرة مماثلة، بسبب اتهام السلطات المحلية بعدم التدخل لإنقاذ هذا الحي من مخلفات التساقطات المطرية وفيضانات «واد إناون» المجاور. وقد قرر سكان الحي، بعد أن عاشوا أربعة أيام من «العزلة» عقب التساقطات الأخيرة وانهيار القنطرة الاحتياطية التي حلّت مؤقتا مشكل ربط الدوار بوسط المدينة، وما رافق ذلك من ارتفاع كبير في منسوب الواد المجاور، (قرروا) الخروج في مسيرة في اتجاه مقر العمالة، لإيصال صوت المتضررين إلى المسؤولين، حيث قطعوا حوالي 6 كيلومترات مشيا على الأقدام، لكنهم ووجهوا بتدخل أمني عنيف، بعد التحاق الطلاب القاعديين بهم. وذكرت مصادر أن هذا الدوار عاش «خارج التاريخ» طيلة أربعة أيام من التساقطات، فقد انقطع الماء الصالح للشرب عن مساكنه وفقد سكانه أي أثر للمواد الغذائية، ولم تتمكن أي وسيلة نقل من أن تصل إليه، نظرا إلى انهيار القنطرة المؤقتة التي تربط الدوار بالعالم الخارجي. وقد فرض هذا الوضع على تلاميذ الدوار الانقطاع عن الدراسة في الإعداديات والثانويات. ولم يتوجه العمال المياومون إلى ورشات عملهم. كما ترتب عن هذه العزلة وفاة امرأة حامل لم يستطع أي من أفراد عائلتها ومن جيرانها أن يقدموا لها يد المساعدة، عبر نقلها إلى المستشفى. وقد دفن الدوار الضحية الثانية لفيضانات الواد المجاور، بعدما شيّع في السنة الماضية فتاة في عقدها الثاني جرفتها مياه الواد، بعدما غادرت المنطقة الصناعية المجاورة حيث كانت تعمل في اتجاه منزل العائلة، وهي نفس المياه التي أغرقت منازل الحي وخلفت أضرارا في ممتلكات قاطنيه وأدت إلى انهيار عدد من المنازل، إلى جانب انهيار القنطرة التي وُضعت بدلها قنطرة مؤقتة، سرعان ما تعرضت بدورها للانهيار.