سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نقابة التعليم العالي تعلق وقفتها الاحتجاجية أمام رئاسة جامعة ابن زهر دعا إليها الأساتذة وساندهم فيها برلمانيون ومنتخبون جماعيون وفاعلون بالمجتمع المدني بالجهة
استمر اللقاء الذي جمع النقابة الوطنية للتعليم العالي ورئاسة جامعة ابن زهر إلى ساعة متأخرة من صباح يوم أمس الأربعاء، وذكرت مصادر حضرت اللقاء أن رئاسة الجامعة وافقت على توقيع بلاغ مشترك حول أهم النتائج المتوصل إليها خلال هذا اللقاء مقابل أن يتم تعليق الوقفة الاحتجاجية التي كان من المزمع تنظيمها أمام رئاسة الجامعة من طرف الأساتذة، احتجاجا على الأوضاع التي تعيشها الجامعة، والتي على رأسها الاكتظاظ الذي بلغ مستويات قياسية، كما يرتقب أن يتم عقد جمع عام للأساتذة من أجل مدارسة نتائج الحوار. وفي معرض رده على قضية الاكتظاظ أكد عبد اللطيف بناني، رئيس جامعة ابن زهر خلال ندوة صحفية عقدها بالمناسبة أن ارتفاع عدد الحاصلين على شهادة الباكالوريا إضافة إلى اتساع الرقعة الجغرافية التي تغطيها الجامعة من العوامل الأساسية التي ساهمت في تدفق الأعداد الهائلة من الطلبة على الجامعة، والتي وصلت في بعض الكليات إلى ثلاثة أضعاف طاقتها الاستيعابية. وأضاف بناني في ذات الندوة أن الكليات التي تم إحداثها مؤخرا في كل من ورزازات وتارودانت تعتبر كليات ذات استقطاب محدود بناء على مقتضيات وتوجهات الإصلاح الجامعي، في حين تمت برمجة مشروع بناء ملحقات لكل من كلية الآداب وكلية الحقوق والعلوم بأيت ملول بغلاف مالي قدره تسعة ملايير سنتيم من أجل تخفيف الضغط عن هذه الكليات. وفي جوابه عن سؤال ل«المساء» حول احتجاج الأساتذة على ما اعتبره إقصاء لهم من مجلس التدبير وعدم إشراكهم في المشاريع والتحولات التي تعرفها الجامعة نفى رئيس الجامعة أن يكون هناك أي تهميش لرأي الأساتذة، مؤكدا أن الأمور تتم بديمقراطية وبالشفافية المطلوبة. ويذكر في ذات السياق أن البرنامج الاستعجالي قد رصد اعتمادات مالية هامة لجامعة بن زهر بلغت 556 مليون درهم، إلا أن تقريرا تم تعميمه من طرف النقابة يؤكد استمرار مجموعة من الاختلالات التي تعرفها الجامعة متهما رئاسة الجامعة بالبطء في تصفية مختلف الملفات ومتابعة القضايا العالقة، وكذا ضعف التطابق والتحيين للمعطيات المتوفرة لدى رئاسة الجامعة والمؤسسات التابعة لها على المستوى البيداغوجي والبحث العلمي. كما شدد التقرير على التأخر الحاصل في صرف الميزانية المرتبطة بالجانب البيداغوجي، مما يؤدي إلى تقليص عدد الحصص الدراسية، وبالتالي ضعف الجودة في التكوين، وكذا غياب الوضوح في قرار تفويت ميزانية البحث العلمي للمؤسسات، والتعثر الذي يصل أحيانا إلى استحالة صرف ميزانية البحث العلمي بشكل راشد، ووجود عدة اختلالات في مستحقات هياكل البحث العلمي. وكان الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بأكادير قد أعلن عن خوض إضراب جهوي إنذاري يوم غد الجمعة بجميع المؤسسات التابعة لجامعة ابن زهر، مع تنظيم وقفة احتجاجية أمام رئاسة الجامعة في نفس يوم الإضراب يشارك فيها، إلى جانب الأساتذة العاملين بالقطاع، ممثلو الأحزاب السياسية بالجهة والبرلمانيون ومنتخبو الجماعات المحلية وممثلو نقابة الموظفين بالجامعة وفاعلون آخرون بالمجتمع المدني. وحسب المحتجين، فإن الإضراب يأتي في سياق الاحتجاج على ما آلت إليها أوضاع جامعة ابن زهر من جراء ما وصفوه ب«الارتجال في التسيير، والغياب التام لرؤية واضحة تستشرف بتبصر مشاريع الجامعة المستقبلية»، وهو ما أدى – حسب بيان النقابة الجهوية- إلى تراكم الأخطاء وتدهور الأوضاع وتعقدها على كل المستويات وتهديد الجامعة المذكورة ب«السكتة القلبية».