قرر الأطباء الجامعيون المنضوون تحت لواء النقابة الوطنية للتعليم العالي تعليق إضرابهم اللامحدود الذي بدأوه منذ 24 أبريل 2002، وجاء ذلك إثر اجتماع لبعض ممثليهم يوم أول أمس الإثنين مع الوزارة الأولى أسفر عن تقدم ملموس في تلبية المطالب المستعجلة التي قدمها الأطباء الجامعيون كحد أدنى مقابل رفع الإضراب. ووصفت الكاتبة العامة للنقابة الوطنية للتعليم العالي ل "التجديد" أجواء اللقاء مع الوزارة الأولى بأنها كانت إيجابية ومشرفة، وقالت إن الشق المتعلق بوزارة الصحة من مطالب الأطباء الجامعيين وقع فيه تقدم ملموس مقارنة مع ما تم في اللقاء السابق مع نفس الوزارة. وحسب مصادر شديدة الاطلاع في الموضوع، فقد تم الاتفاق بين الجانبين على قيام اللجنة الوزارية الخاصة بهذا الملف، والتي يترأسها الوزير الأول في غضون الأسبوع المقبل بالعمل على فتح اعتمادات استثنائية لسد حاجيات المراكز الاستشفائية الجامعية لتمكينها من مواجهة المهام المنوطة بها وتقديم خدماتها الصحية والاستشفائية في ظروف أفضل. ومن جهة أخرى، تضيف نفس المصادر أنه تم الاتفاق على الإسراع بإخراج المرسوم القاضي بإحداث المركزين الاستشفائيين محمد الخامس بمراكش والحسن الثاني بفاس، وتحديد أجرأة تطبيق الزيادة في الأجرة التكميلية (C. B. R) أخذا بعين الاعتبار تحسين الظروف المادية للأساتذة الباحثين في كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، والزيادة التي عرفتها أجور الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان، على أن يتم تحديد جدولة الغلاف المالي لهذه الزيادة وعرض مشروع المرسوم المجسد لهذه العملية على أنظار مجلس الحكومة في أقرب اجتماع له. و ينتظر أن تستمر محاورة وإطلاع النقابة الوطنية للتعليم العالي على ما تتوصل إليه اللجنة الوزارية الخاصة بهذا الملف من نتائج واستنتاجات، وتحديد منهجية وبرمجة زمنية بتنسيق مع النقابة الوطنية للتعليم العالي لتدارس باقي نقط الملف المطلب، بما فيها دمقرطة المراكز الاستشفائية الجامعية وإخضاع تسييرها لأساليب المراقبة وفقا للأنظمة الجاري بها العمل في هذا المجال. وقد التزم الأطباء الجامعيون في مقابل ذلك بتعليق إضرابهم اللامحدود، وينتظر أن يعقدوا جمعا عاما وطنيا بعد حوالي 10 أيام للنظر في مدى استجابة الحكومة للملف المطلبي وتقييم النتائج. وينتظر أن يكون قد تم التوقيع مساء يوم أمي الثلاثاء على بلاغ مشترك بين الجانبين يضم النقط المتفق عليها. ومن جهة أخرى، ستنطلق الامتحانات بكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان يوم 27 ماي 2002، ولكن ذلك لا يعني اختفاء شبح السنة البيضاء، لأن الامتحانات قد يتم تعليقها بعد الجمع العام الوطني المرتقب إذا لم تكن النتائج مقنعة. محمد أعماري