هاجم البروفيسور الطاهري، أستاذ طب القلب والشرايين بكلية الطب والصيدلة بالدار البيضاء، بقوة جريدة "ليبراسيون" وحزب الاتحاد الاشتراكي في الجمع العام الوطني الذي عقده الأطباء الجامعيون يوم أول أمس بالرباط، وقال الطاهري: "أنا اتحادي منذ زمان، ولكن إذا كان موقف حزب الاتحاد الاشتراكي من الإضراب اللامحدود الذي ينفذه الأطباء الجامعيون منذ 24 أبريل 2002، هو عين ما عبرت عنه جريدة «لبيراسيون» في عددها ليوم الأربعاء 2002/05/15، فإنهم قد أخرجوا كل الأطباء الجامعيين الاتحاديين أوطوماتيكيا من الحزب». ومضى البروفيسور الطاهري منتقدا ما أسماه الحملة الإعلامية الحكومية المغرضة والموجهة ضد الإضراب اللامحدود للأطباء الجامعيين. وكانت جريدة "ليبيراسيون" التي يديرها محمد اليازغي الكاتب الأول بالنيابة لحزب الاتحاد الاشتراكي، هاجمت يوم الأربعاء الماضي الأطباء الجامعيين، واعتبرت أنهم لا يفكرون في مصلحة المرضى، وأنهم رهنوا مهنة الطب بالمغرب، ولا يفكرون إلا في مصلحتهم. وأضافت أنهم إنما أضربوا من أجل ما يعرف بالعمل بالوقت المهيأ (T.P.A)، وهو نظام للعمل يسمح لبعض الأطباء الجامعيين بالعمل خلال فترات معينة في مصحات خاصة في انتظار إنشاء مصحات جامعية متخصصة، كما ذكرت الصحيفة الفرنكفونية ذاتها أن من هؤلاء الأطباء الجامعيين من يدر عليهم هذا العمل في مصحات خاصة أكثر من 10 ملايين سنتيم أسبوعيا، وهو ما علق عليه البروفيسور الطاهري بتهكم قائلا: «فليعطونا 10 ملايين سنتيم شهريا فقط، ونوقف الإضراب اللامحدود» وختم البروفيسور الطاهري: «إذا لم تتحقق مطالبنا سنواصل الإضراب اللامحدود ولو دام سنة». ومن جهة أخرى، عرف الجمع العام الوطني للأطباء الجامعيين تعبئة كبيرة وحضورا مكثفا، وقد كانوا مساندين من طرف طلبة كليات الطب وبعض نقابات الصحة. حيث أكد الدكتور عبد القادر طرفاي، الكاتب العام للجامعة الوطنية لقطاع الصحة مساندة نقابته لنضالات الأطباء الجامعيين وإضرابهم اللامحدود، الذي اعتبره إضرابا لرد الاعتبار للطبيب المغربي. وأكد طرفاي استعداد الجامعة الوطنية لقطاع الصحة للدخول في معارك نضالية وطنية مساندة للأطباء الجامعيين. نفس الشيء أكد عليه الكاتب العام للجامعة الحرة للصحة التابعة للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، الذي حيى بدوره نضالات الأطباء الجامعيين. وفي الندوة الصحفية التي أعقبت الجمع العام ليوم أول أمس، أكد أعضاء مجلس التنسيق القطاعي لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان أن ظروف العمل في المراكز الاستشفا ------------------------------------------------------------------------ ئية الجامعية كارثية، وأن الهامش المسموح به دوليا في نسبة وفيات المرضى أو بتر أعضائهم يتضاعف بالمغرب أحيانا إلى أربعة أضعاف، وعزوا ذلك إلى الظروف المزرية وغياب وسائل وشروط العمل، وقال أحد الأطباء الجامعيين في الندوة الصحفية: «أتحدى أي وزير يقول إن ظروف العمل في المراكز الاستشفائية الجامعية جيدة، أن يأتي بنفسه ليتلقى العلاجات فيها، وألا يذهب إلى المصحات الخاصة أو يسافر إلى الخارج». وأبدى ممثلو الأطباء الجامعيين تحفظهم حول شكل الحوار الذي فتحته الحكومة معهم، واعتبروه حوارا أحاديا. واستنكروا على الحكومة إعلانها لنتائج من صنعها وحدها، ولم تأخذ فيها برأي الأطباء الجامعيين. وطالب المضربون بتعيين بعثة مراقبة بعدية (AUDIT EXTERNE) للمستشفيات الجامعية تعلن نتائجها للرأي العام الوطني والدولي ضمانا للشفافية في التسيير. وحذر الدكتور جلال حسون، الكاتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بكلية الطب بالدار البيضاء من احتمال استنزاف الطاقات الطبية المغربية بالهجرة إلى الخارج، لأن الأطباء الجامعيين، يقول الدكتور حسون، سيلقون عروضا مغرية من الدول الفرنكفونية، وخصوصا كندا وفرنسا. محمد أعماري بيان عن مجلس التنسيق القطاعي لكليات الطب التابع للنقابة لوطنية للتعليم العالي بعد دخول الإضراب اللامحدود للأطباء الجامعيين أسبوعه الرابع، وتجاهل الحكومة لمطالبهم، أصدر مجلس التنسيق القطاعي لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بيانا يحمل فيه الحكومة عواقب الإضراب اللامحدود ويدق ناقوس الخطر، ويستغرب لعدم استجابة الحكومة للمطالب المستعجلة للأطباء الجامعيين. وفي ما يلي نص البيان: بعد دخول الإضراب اللامحدود للأطباء الجامعيين أسبوعه الرابع، وتجاهل الحكومة لمطالبهم، أصدر مجلس التنسيق القطاعي لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بيانا يحمل فيه الحكومة عواقب الإضراب اللامحدود ويدق ناقوس الخطر، ويستغرب لعدم استجابة الحكومة للمطالب المستعجلة للأطباء الجامعيين، وفي ما يلي نص البيان: عقد مجلس التنسيق القطاعي لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان اجتماعا يوم الإثنين 13 ماي 2002 بالرباط لتقييم اجتماعه بالأمانة العامة للوزارة الأولى المنبثق عن اجتماع اللجنة الوزارية المعنية بالملف والتي اجتمعت برئاسة السيد الوزير الأول يوم الجمعة 2002/05/10. ولقد اعتبر المجلس أن النتائج المعلن عنها لا ترقى إلى مستوى الحد الأدنى المستعجل من مطالب الأطباء الجامعيين، إذ لم يتم تنفيذ ما اتفق عليه، مع وزير الصحة لحد الآن، ولم يتم تقديم أي مقترح لتأمين ظروف العلاج بالمراكز الاستشفائية الجامعية، وكذلك الحال بالنسبة لباقي نقاط ملف الصحة، وإن المجلس ليستغرب لعدم استجابة الحكومة لأهم المطالب المستعجلة رغم دخول الإضراب اللامحدود أسبوعه الرابع ورغم احتمال شديد لسنة بيضاء مع تراكم مشاكل المرضى. وإذ نحمل كافة هذه العواقب للحكومة، نشير إلى أنه لازال بالإمكان إنقاذ السنة الجامعية والرجوع إلى ميادين العمل، شريطة قيام الحكومة بتسريع وثيرة الحوار للاستجابة لأولويات الملف المطلبي الذي وضعه المجلس بين يدي الوزارة الأولى. عن مجلس التنسيق القطاعي لكليات الطب التابع للنقابة لوطنية للتعليم العالي في يوم 2002/05/14