لقي خمسة جنود مغاربة حتفهم وسط صحراء منطقة الطاووس المتاخمة للحدود المغربية-الجزائرية من الجهة الشرقية، ويتعلق الأمر بثلاثة أفراد من فرقة الهندسة العسكرية التابعة لسلاح المشاة وعنصرين من القوات المساعدة من فرقة الجمال. وفتحت المفتشية العامة للقوات المسلحة، التي يوجد على رأسها الجنرال دوكوردارمي عبد العزيز بناني، إلى جانب قسم التحقيقات القضائية بالدرك الحربي، تحقيقا موسعا في هلاك الجنود الخمسة المنتمين إلى المنطقة العسكرية لجهة مكناس-تافيلات. ووفق معطيات توصلت إليها «المساء»، فإن الجنود الخمسة عثرت عليهم دوريات للدرك الحربي في مناطق متفرقة من صحراء منطقة الطاووس التابعة لجماعة مرزوكة (شرق الراشيدية) في اتجاه الجزائر، وهم عبارة عن جثث هامدة وسط الرمال. وتؤكد المعطيات المتوفرة أن أبحاث عناصر دورية الدرك الحربي قادتهم في البداية إلى العثور على جثتي عنصرين من القوات المساعدة، بزيهم العسكري، قبل أن يعثروا على الجنود الثلاثة الآخرين بعد قطعهم نحو 10 دقائق مشيا على الأقدام. وتشير ذات المعطيات إلى أن البحث عن الجنود الخمسة انطلق عقب تخلفهم عن الالتحاق بالموقع العسكري الحدودي الشرقي، بعدما كانوا في الطريق إليه وسط الصحراء، رفقة قافلة عسكرية قادمة من الموقع العسكري بالراشيدية. واستنادا إلى المعطيات التي حصلت عليها «المساء»، فالفرضية المرجحة لوفاة الجنود الخمسة تعود بالأساس إلى هلاكهم بسبب شدة العطش بعدما ضلوا الطريق وسط كثبان رمال الصحراء الشرقية التي تصل فيها درجة الحرارة في المتوسط إلى 52 درجة مائوية. وينتظر الجنرال حميدو لعنيكري، المفتش العام للقوات المساعدة، النتائج النهائية للتحقيقات التي تقودها عناصر الجنرالين بناني وبنسليمان، لاتخاذ القرار الملائم بحق المسؤولين عن حادث هلاك عنصرين من قواته في عقر الصحراء. ويطرح هذا الحادث تساؤلات عديدة قد تجيب عنها التحقيقات الجارية، حول توفر الجنود على وسائل الاتصال، وكيف تاهوا في الصحراء. ولم يتسن ل«المساء»، أخذ تعليق مكتب الاتصال والصحافة الذي أحدث مؤخرا بالقيادة العليا للقوات المسلحة على هذه المعطيات، بالرغم من الاتصالات المتوالية بهذا المكتب، في وقت تفيد فيه المعطيات بأن جنود حرس الحدود بمنطقة صحراء الطاووس المفتوحة على الجزائر لازالوا تحت تأثير الصدمة جراء ما وقع.