توصل المركز المغربي لإنعاش الصادرات «مغرب تصدير» إلى اتفاق مع جماعة ضغط أمريكية يرتقب أن تتولى ضمان حضور وازن للمنتوجات الغذائية المغربية في سوق الولاياتالمتحدةالأمريكية التي يرتبط معها المغرب باتفاق للتبادل الحر. وجماعة الضغط التي تم الاتفاق معها، على هامش عرض منتوجات غذائية في محلات الشبكة التجارية الأمريكية « فود إمبريوم»، تضم ثلاثة آلاف عضو وتتوفر على حظوة كبيرة لدى الفضاءات التجارية الأمريكية، حيث ينصب اهتمامها على المحلات التجارية والفضاءات الكبيرة على حد سواء. وتتميز تلك الجماعة بكونها تتوفر على معرفة دقيقة بتفاصيل المنتوجات الغذائية المغربية وخصائصها، وتستند على قاعدة معطيات وافية حولها، مما سيساعدها على الدفاع عن المنتوج المغربي لدى المحلات التجارية الأمريكية، حيث ستقوم بالتعرف على حاجياتها وإرشادها إلى السوق المغربية في حالة وجود منتوجات تستجيب لها. ويأتي انفتاح المغرب على جماعة الضغط الأمريكية تلك في سياق المقاربة التي تترجم الاستراتيجية الرامية إلى ولوج السوق الأمريكية بقوة، خاصة في ظل الصعوبات التي يجدها المصدرون المغاربة في التعاطي مع تلك السوق، مما يجعل الميزان التجاري يميل بقوة منذ دخول اتفاق التبادل الحر حيز التنفيذ لفائدة الولاياتالمتحدة. ولا يعتبر الاتفاق الذي توصلت إليه تلك الجماعة مع «مغرب تصدير» الأول الذي تبرمه مع مؤسسة مغربية، فقد سبق لها أن قدمت خدماتها لفيدراليتين تصديريتين، ممثلتين بالفيدرالية الوطنية للجلد والدباغة والجمعية المغربية للنسيج والألبسة، حيث عملت على تسهيل ولوج منتوجات المنتسبين إليهما للسوق الأمريكية. ويبدو أن المغرب عاقد العزم على تبني استراتيجية غير تقليدية في سعيه لضمان حضور وازن للمنتوجات الغذائية المغربية في سوق الولاياتالمتحدةالأمريكية، فقد احتضنت فضاءات «فود أمبريوم» بنيويورك مائة وسبعين منتوجا غذائيا مغربيا بين 29 أكتوبر الماضي و 11 نونبر الجاري. السلسلة الأمريكية التي تتوفر على 450 محلا تجاريا على امتداد التراب الأمريكي، تعرض المنتوجات الغذائية المغربية في 16محلا تابعا لها بنيويورك، حيث تجد هناك التوابل المغربية وزيت الزيتون والكليمنتين البركاني..ناهيك عن منتوجات الصناعة التقليدية التي يتصدرها الطجين و البراد، وهي المنتوجات التي حرص مسؤولو السلسلة الأمريكية على حضورها في فضاءاتها لأنها ترمز إلى المغرب. مسؤول في السلسلة أشار خلال تقديم المنتوجات المغربية في الفضاء التجاري الرئيسي الذي يقع في مانهاتن، إلى أن عملية عرض المنتوجات المغربية، سوف تفضي إلى اختيار 70 في المائة منها، حيث يرتقب أن يتم عرضها في متاجر السلسلة في الولاياتالمتحدة بصفة دائمة. ولن تكون هاته العملية الأخيرة في حضور المنتوجات الغذائية المغربية في السوق الأمريكية، إذ يجري «مغرب تصدير» مفاوضات متقدمة مع شبكة توزيع أمريكية، يرتقب أن تفضي في السنة القادمة، إلى عملية شبيهة بتلك التي تتم مع « فود إمبريوم»، بالساحل الغربي بالولاياتالمتحدة، وخاصة بكاليفورنيا. وكان «فود أمبريوم» و«مغرب تصدير» اتفقا على هامش معرض المنتوجات الغذائية الدولي الذي احتضنته نيويورك في يونيو الماضي، على تقديم المنتوجات الغذائية في فضاءات السلسلة، غير أن عملية إقناع «فود إمبريوم» بالترويج للمنتوج المغربي شرع فيه في السنة الفارطة، حيث تنقل مسؤولوها إلى المغرب وتعرفوا على الأساليب التي ينهجها المغاربة في توفير المنتوج القابل للتصدير، وحضروا المعرض الدولي للفلاحة الذي شهدته مكناس في أبريل الماضي. ويعتبر مسؤولو «مغرب تصدير» أنه نظرا لطبيعة السوق الأمريكية التي تتميز بسيادة منافسة شرسة، يتوجب تبني استراتيجية شرسة لكسب ثقة شركات التوزيع التي لا يمكن الالتفاف عليها عند السعي إلى دخول السوق الأمريكية. فسعد بنعبد الله، مدير عام «مغرب تصدير»، يشدد على أن استراتيجيته تقوم على تكثيف المشاركة في المعارض وتنظيم لقاءات ثنائية بين المنتجين والمصدرين المغاربة والمستوردين الأمريكان وتنظيم عمليات التواصل حول العرض المغربي.