رغم الحُصُول عَلَى تَرْخِيص لِفَائدة جِهَة سُوسْ مَاسَّة دَرْعَة لِتَصْدِير الطَّمَاطِم المَغربية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فإنه يبدو أن المنتوجات الفلاحية المغربية تجد، بعد تفعيل اتفاق التبادل الحر، صعوبات في ولوج السوق الأمريكية في السنوات الأخيرة، فالمغاربة يلحون على ضرورة سيادة الثقة بين الطرفين في معالجة هذا الملف، وهو ما يعتبرون أنه غائب في المبادرات الأمريكية. في الندوة التي نظمتها الوكالة الأمريكية للتعاون الدولي، على هامش المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في الأسبوع المنصرم، وهي الندوة التي شهدت غيابا كبيرا للمهنيين الرسميين المغاربة، رغم أنها تناولت فرص تصدير المنتوجات الفلاحية إلى السوق الأمريكية، ألحت عبير المسفر، مسؤولة الاستراتيجية لدى وزير الفلاحة والصيد البحري، على ضرورة سيادة ما أسمته «الثقة» بين الطرفين. تلك إشارة عابرة، لكن مصدرا قريبا من ملف التبادل الحر بين المغرب والولاياتالمتحدة قرأ في ذلك رسالة قوية للأمريكيين الذين يتلكؤون في الترخيص للمنتوجات الفلاحية بالدخول إلى سوقهم. ذات المصدر يشير إلى أنه عندما يطالب الطرف المغربي بتسهيل ولوج المنتوجات الفلاحية إلى السوق الأمريكية، يبادر الأمريكيون إلى دعوة المغاربة إلى معاملة بالمثل بالنسبة للقمح الأمريكي، والحال أن القمح الأمريكي، كما يوضح ذلك المصدر، غير تنافسي على مستوى الأسعار مقارنة بقمح بلدان أخرى يستورد منها المغرب، مثل أوكرانيا التي توفر قمحا بأسعار أدنى من تلك التي ينتجها الأمريكيون. ويلاحظ المصدر أنه يفترض في الأمريكيين أن يبذلوا مجهودا على مستوى تنافسية أسعار قمحهم، لكن في انتظار ذلك يتوجب عليهم التعاطي بإيجابية مع روح اتفاقية التبادل الحر، بتسهيل ولوج الصادرات المغربية الفلاحية إلى السوق الأمريكية، خاصة أن فاعلين دوليين في مجال اللوجستيك عبروا عن استعدادهم لفتح خطوط في اتجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية، بعدما انخرط المغرب في توفير عرض يناسب حجم تلك السوق، التي يعتبر المصدرون المغاربة للمنتوجات الفلاحية، أنهم في حاجة إلى رؤية واضحة لولوجها. يشار إلى أن الأمريكيين حرصوا على إرشاد الشركات المغربية العاملة في الصناعة الغذائية إلى سبل اختراق سوق الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث ألحوا على ضرورة الحرص على التعرف على أذواق المستهلكين الأمريكيين، والتركيز على التجديد، والتعريف بمصدر المنتوجات وخصائصها ومميزاتها وحجمها ومذاقها والاستثمار في الإشهار في سوق يعرف تقلبات في هوامش الأرباح حيث يفترض استغلال جميع الفضاءات التي تخول تقريب المنتوج من المستهلك، لكن يبدو أنه مع تسليم الطرف المغربي بتلك المسلمات التجارية، فهو ينتظر تجاوبا من الأمريكيين مع انتظارات المصدرين المغاربة في تسهيل ولوج السوق الأمريكية بعدم الإمعان في وضع العراقيل، من قبيل وضع الطماطم المغربية مقابل القمح الأمريكي.