المغرب عاقد العزم على ولوج سوق المنتوجات الغذائية الأمريكية، التي يحتاج اختراقها إلى كسب ثقة المستهلك الأمريكي التي يصعب نيلها إلا بعد الكثير من الحملات التواصلية وعملية الترويج، التي تعتمد على القرب الذي يراعي أذواقه ومقتضيات الجودة. ذلك ما يحاول المكتب المغرب لإنعاش الصادرات الانخراط فيه عبر عملية الترويج الغذائية المغربية على مدى أسبوعين في أكتوبر القادم في قلب نيويورك في المحلات التجارية التابعة ل«فود أومبريوم». فقد أكد ميكايل كورسيلو ممثل تلك العلامة التي تشرف على 450 محلا تجاريا في الولاياتالمتحدة، أنه سوف يتم الترويج للمنتوجات الغذائية التي ستبلغ قيمتها 250 ألف دولار في مرحلة أولى في 16 فضاء تجاريا خلال أسبوعين. غير أن سعد بنعبد الله، المدير العام للمكتب المغربي لإنعاش الصادرات، أوضح يوم الاثنين الماضي بنيويوك على هامش معرض المنتوجات الغذائية Fancy food show الذي شاركت فيه 23 شركة مغربية متخصصة في تحويل المنتوجات الفلاحية و منتوجات البحر بين27و29 يونيو المنصرم، أن تلك ليست سوى البداية في مسار استكشاف السوق الأمريكية، فهو يؤكد أن إقناع «فود إمبريوم» بالترويج للمنتوجات الغذائية المغربية في تلك المحلات، شرع فيه منذ السنة الفارطة، حيث تنقل مسؤولوها إلى المغرب ووقفوا على الأساليب الذي ينهجها المنتجون المغاربة في توفير المنتوج النهائي القابل للتصدير وحضروا المعرض الفلاحي الدولي الذي شهدته مكناس في نهاية أبريل الماضي، ليقرروا بعد ذلك استقبال المنتوجات الفلاحية المغربية وعرضها. وأكد بنعبد الله أن المكتب يعتزم مواصلة جهوده الرامية إلى تعبيد الطريق أمام المنتجين المغاربة في سعيهم إلى اختراق السوق الأمريكية، خاصة أنه يعتبر أن مشاركة الشركات المغربية في الدورة الحالية كانت إيجابية، مما دفع إلى توقيع اتفاق لرفع مساحة الرواق المغربي في المعرض الذي سينتقل إلى واشنطن إلى 400 متر مربع، بعدما شغل في الدورة الأخيرة 280مترا مربعا، علما أن ذلك المعرض يعتبر أحد أهم اللقاءات العالمية التي تخصص للمنتوجات الغذائية. ونظرا لطبيعة السوق الأمريكية التي تشهد منافسة كبيرة، يعتبر بنعبد الله أنه يجب اعتماد استراتيجية شرسة لكسب ثقة شركات التوزيع في الولاياتالمتحدة، التي لا يمكن تلافيها عند السعي إلى دخول تلك السوق، فهو يشدد على استراتيجية المكتب المغربي لإنعاش الصادرات في السوق الأمريكية تقوم على تكثيف المشاركات في المعارض التي تخول التعريف بالمنتوج المغربي وتنظيم لقاءات ثنائية بين المنتجين والمصدرين المغاربة والمستوردين الأمريكان وتنظيم عمليات التواصل حول العرض المغربي من المنتوجات الغذائية. العديد من الشركات التي شاركت في المعرض، والتي تمثل الصناعات الخاصة بتحويل المنتوجات الفلاحية والسمكية أبدت رغبتها في التصدير إلى الولاياتالمتحدة التي يربطها بالمغرب اتفاق للتبادل الحر، لكن ذلك هدف دونه العديد من الصعوبات التي يفترض التغلب عليها من أجل كسب ثقة المنتج الأمريكي، خاصة في الجانب المتصل بمعايير الجودة والسلامة، لكن المنتجين المغاربة يشكون من غياب الدعم الذي يفترض أن تخصهم به السلطات العمومية من أجل الولوج إلى السوق الأمريكية على غرار بلدان منافسة تستفيد شركاتها من الدعم الذي يخول لها خفض تكاليف دخول السوق، خاصة أن العديد من المصدرين يرون أن تكاليف النقل البحري والجوي مرتفعة، ناهيك عن تقلص هوامش الربح في ظل الارتهان لموزع محلي وتكاليف مسلسل التأهيل التي تنتهي بالحصول على شهادات تضمن ولوج السوق الأمريكية، غير أنه يبدو أن شركات بدأت تربح رهان إصرارها في السنوات الأخيرة، حيث رفعت حصة السوق الأمريكية في رقم معاملاتها بشكل ملحوظ.