دشن الملك عبد الله بن عبد العزيز، مساء أول أمس الاثنين، مسجدا للصلاة بجماعة بوسكورة في ضواحي الدارالبيضاء وطاف بجنبات مسجد يحمل نقوشا وزخارف أبدعها صناع تقليديون مغاربة، حيث النقش على خشب الأرز الصقيل يمتزج بالزليج التقليدي وبالجبس والأرابيسك. لكن بمجرد أن غل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، باحة المسجد الذي دشنه للتو بجماعة بوسكورة بضواحي الدار البيضاء والمشيد على مساحة تقدر ب3200 متر مربع، تدفقت أمواج بشرية من سكان عمالة النواصر على المسجد متجاوزة حاجزا أقامه رجال الدرك الملكي للحيلولة دون وصول المواطنين إليه. وشوهد العشرات من المواطنين ضمنهم نسوة جئن بمعية أطفالهن، يقتحمون حاجزا للدرك للوصول إلى باحة المسجد الأمامية أملا في الظفر بمساعدة مالية أو صدقة، لكن رجال القوات المساعدة كانوا بالمرصاد للباحثين عن العطايا وأجبروهم على العودة إلى منازلهم يجرون أذيال الخيبة. عصر أول أمس، طوقت قوات الأمن والدرك جزءا من الطريق الرئيسية لجماعة بوسكورة القروية وحالت دون اقتراب الناس من بناية مسجد فخم كان الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يعتزم تدشينه بعد أن شيده على نفقته الخاصة. وقال عبد الحق الرباع، المهندس مدير مكتب التنسيق الذي عهد إليه بتتبع بناء مشروع مسجد «الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود»، إن المسجد يعد الأكبر من نوعه في المغرب بعد مسجد الملك الراحل الحسن الثاني، مشيرا إلى أن مدة إنجازه لم تتعد 10 أشهر، وأن أزيد من 120 من الأيدي العاملة المدربة كانت تشتغل يوميا لإنجازه، ومؤكدا أن كلفة إنجازه فاقت 50 مليون درهم. وأوضح الرباع، في تصريح ل«المساء»، أن المساحة الإجمالية للمسجد تقدر ب6000 متر مربع، ، وقال إن الصناع التقليديين المغاربة ساهموا بدور فعال في بناء المسجد الذي يضم 3000 متر مربع من الرخام الجيد المستورد من إيطاليا. تشير«البطاقة التقنية» للجامع الجديد إلى أنه يشتمل على قاعة للصلاة للرجال تسع 3200 مصل، ويضم قاعة أخرى للنساء تتسع ل1200 مصلية. ويتوفر على ساحة تصل مساحتها إلى3300 متر مربع ستمكن من استقبال ما مجموعه 6600 مصل. وأزاح العاهل السعودي ستارة خضراء عن لوحة رخامية بعد أن وصل قرابة الساعة الخامسة والنصف من مساء الإثنين إلى باحة المسجد في موكب ملكي تتقدمه سيارات فارهة، وقال الملك السعودي وهو يزيح الستار عن اللوحة التذكارية للجامع: «بسم الله وعلى بركة الله»، ودخل الجامع مرفوقا بأحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، ووالي مدينة الدار البيضاء وأمراء ورجال دولة كانوا يرافقون الملك عبد الله.