ستعرف سنة 2011 طفرة في حجم استثمارات المجمع الشريف للفوسفاط سواء في القطب المنجمي أو القطب الكيماوي، حيث يرتقب أن يزيد حجم الاستثمار عن 14 مليار درهم مقابل 9.6 مليارات درهم السنة الجارية و3.31 مليارات سنة 2009، ويقتسم القطبان المذكوران الاستثمارات المرصودة، ب7.9 مليارات درهم للأول و7.05 مليارات للثاني، وسينصب الغلاف المالي أساسا على إنجاز المشاريع الصناعية الكبرى للمجمع التي انطلقت في السنين الأخيرة، سواء في مجال الإنتاج المنجمي، حيث يبحث عن زيادة قدرته الإنتاجية بفتح مناجم جديدة في منطقة خريبكة على وجه الخصوص، وذلك للبحث عن أكثر أنواع الفوسفاط غنى وجودة، أو فيما يخص التحويل الكيميائي أو تهيئة محور الجرف الأصفر الذي صار قطبا عالميا للاستثمارات في الصناعة الفوسفاطية. ويستهدف المجمع في برنامجه الاستثماري الذي يمتد إلى سنة 2020 تنمية المناجم بفتح مناطق جديدة وإنشاء محطات جديدة للمعالجة، حيث بدأ في الأسابيع القليلة الماضية تشغيل وحدة ضخمة في خريبكة لتجفيف الفوسفاط، كما يهدف البرنامج إلى تطوير المنشآت اللوجيستية من خلال تزويد المناجم بالماء لتلبية الحاجيات الصناعية، ورفع الطاقة الاستيعابية لميناء الجرف الأصفر، ويعد مشروعا نقل الفوسفاط بواسطة الأنبوب عبر محور خريبكة الجرف الأصفر وتهيئة محور الجرف الأصفر أكبر المشاريع التي تتضمنها أجندة إدارة المجمع، وقد خصص المجمع ضمن استراتيجيته 70 مليار درهم لرفع إنتاجه المنجمي من 28 إلى 45 مليون طن سنويا، و15 مليار درهم في ميدان التحويل الكيميائي و13 مليارا لتهيئة محور الجرف الأصفر. ويعول المجمع كثيرا على مشروع الأنبوب الذي انطلقت أشغال إنجازه منذ أشهر لتقوية قدرته التنافسية في الأسواق العالمية للحفاظ على صدارة المغرب في تصدير الفوسفاط، من خلال التحكم في سعر بيع الفوسفاط عبر التقليص من كلفة الإنتاج وترشيد استهلاك الطاقة والماء، على أن المجمع لن يستغني بالمرة في سنة 2014، التي يرتقب فيها تشغيل الأنبوب، عن خدمات قطارات نقل الفوسفاط، ولكن اعتماده على النقل السككي سيتقلص كثيرا، يضاف إلى هذا المشروع المساعي الحثيثة لإدارة المجمع لاستقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة للجرف الأصفر، من خلال شركات مختلطة مع الأجانب لإنتاج مشتقات الفوسفاط التي صار الطلب العالمي عليها أكبر من الطلب على مادة الفوسفاط الخام. وفي الشق الاجتماعي المتضمن في البرنامج الاستثماري، أطلق المجمع مشاريع المنجم الأخضر بخريبكة والمدينة الخضراء بالكنتور والحاضرة المنجمية ببوكراع، وخصص اعتمادات مالية لإقامة وحدات سكنية ومرافق اجتماعية وثقافية لفائدة موارده البشرية، إذ بلغت ميزانية الاستثمار في الشق الاجتماعي خلال 2009 نحو 697 مليون درهم، 388 مليون درهم في قطب المناجم و271 مليون درهم في قطب الكيمياء و38 مليون درهم خارج مواقع المجمع، وعلمت «المساء» أن المجمع باشر أولى المؤسسات الإعدادية لفائدة أبناء عماله سواء في خريبكة أو أسفي أو الجديدة، وذلك بعدما اقتصرت المدارس التي مول بناءها على الطور الابتدائي.